في هذه الفتره أشعر بسعادة تغمرني كطبيبة حريصة على أن يكون مجتمعها متقدماً في شتى المجالات وخاصة الجانب الصحي لأهميته في الوضع الحالي لوجود الجائحة. في الآونة الأخيرة أثناء مراجعة المرضى في عياده لأمراض الحساسية أو المناعة وحرصهم على تقوية مناعتهم وأخذ أدوية الربو والحساسية بانتظام لكي يكونوا بصحة أفضل لمقاومة فيروس كورونا المستجد. لاحظت مدى وعيهم من ناحية الغذاء الصحي وتغيير أسلوب الحياة بطريقه تعزز مناعتهم وتقوي صحتهم. السمنة أصبحت أقل من قبل والحالة النفسية أيضاً أفضل. عند سؤالي لبعض مرضاي عن التغيرات الجديدة في نمط حياتهم أجابوا بممارسة رياضة المشي وجميع أنواع الرياضة لاحظت إحضارهم عبوات المياه معهم أثناء حضورهم العيادة لحرصهم على شرب المياه لمعرفتهم ووعيهم بدور الماء في تعزيز المناعة، أيضاً بدؤوا يتجنبون السهر لتأثيره على إضعاف المناعة لمست فيهم الحرص الشديد على ارتداء الكمامة وتعقيم الأيدي عند لمس الباب أو أي شيء في العيادة. أخبروني بأنهم قللوا من أكل المطاعم لخوفهم ولمعرفتهم بالتأثير السلبي للدهون والكربوهيدرات والسكريات على المناعة، الحمد لله لقد لاحظت الفرق مقارنة ببداية أزمة الكورونا، أصبح المجتمع أكثر وعياً ودرايةً فيما يخص الوقاية والحماية من الأمراض والحرص على تقوية المناعة في فترة الجائحة واهتمامهم بالتباعد الاجتماعي في الأسواق والأماكن العامة وكل ذلك يعود لما بذلته قيادة المملكة في إدارة الجائحة عبر حزمة من القرارات الاحترازية والتوعية الصحية للوقاية من مسبباته، والحد من انتشاره وذلك حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين، إلى جانب توجيه القيادة الرشيدة -حفظها الله- بتكامل الجهود الحكومية في التنسيق والمتابعة، من خلال اللجنة المعنية بفيروس كورونا، والمساهمة ضمن فريق عمل واحد تقوده وزارة الصحة لاحتواء الأزمة من جميع النواحي حيث استطاعت تلك الجهود أن تسفر عن مجتمع واعٍ متفهم ومتعاون على مواجهة الوباء ويشعرُ فيه المواطنُ أنه مسؤول عن التوعية والنصح وتحمل مسؤولية مواجهة الجائحة قدر ما يستطيع وينظر إلى نفسه على أنّهُ جزءُ لا يتجزأ من هذا المجتمع وأن سرّ قوّته يكمنُ في مدى وعيه وحرصه ووفائه لمجتمعه ووطنه.