تفرض باريس وضواحيها، إضافة إلى ثماني مدن كبرى أخرى في حالة تأهب قصوى، حظر تجول يبدأ منتصف ليل الجمعة السبت بعدما سجّلت البلاد أكثر من ثلاثين ألف إصابة في 24 ساعة وهو رقم قياسي. بالنسبة إلى ليون وليل وتولوز ومونبلييه وسانت إتيان وإيكس مرسيليا وروان وغرينوبل بالإضافة إلى إيل دو فرانس، والتي يبلغ مجموع سكانها 20 مليون نسمة، قررت الحكومة فرض حظر تجول اعتبارا من السبت "لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع" أو حتى "أكثر من ذلك إذا وافق البرلمان"، بحسب ما ذكر الرئيس إيمانويل ماكرون. وتثير القفزة الحالية في عدد الإصابات الجديدة مخاوف من امتلاء المستشفيات، في حين أن الوضع سيّئ في مناطق معينة مثل إيل دو فرانس حيث يتجاوز معدل إشغال أسرة العناية المركزة للمصابين بفيروس كورونا 40 في المئة. وكانت قد تجاوز عدد الإصابات المسجلة في فرنسا في 24 ساعة 30 ألفا، وذلك للمرة الأولى منذ إطلاق الاختبارات على نطاق واسع حسب أرقام هيئة الصحة العامة الفرنسية الصادرة الخميس. وتم تسجيل 30,621 إصابة مثبتة، حسب الموقع الإلكتروني لوكالة الصحة. وتشكل هذه الأرقام سابقة منذ إطلاق اختبارات على نطاق واسع. وفي 9 أكتوبر، ازداد عدد المرضى الذين يتلقون العلاج حاليا في العناية المركزة بشكل كبير في الأيام الأخيرة وبلغ 1741 من إجمالي قدرة استيعابية تبلغ 5800 سرير، وفقا لوزير الصحة أوليفييه فيران. وقال هوسين سال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى مونتروي في ضواحي باريس لوكالة فرانس برس "الوضع مخيف. أشعر بأننا سنواجه ما واجهناه في مارس". ولم تسلم بقية القارة، إذ اعتبرت منظمة الصحة العالمية الآن أن الوضع "مقلق للغاية" في أوروبا. وقال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغه إن "وباء كوفيد-19 الآن هو خامس سبب رئيس للوفاة وقد تم الوصول إلى عتبة ألف وفاة يوما" رغم أن الوضع لا يشبه الوضع الذي كان عليه في الفترة بين مارس وأبريل. وتحذر منظمة الصحة من أن مستويات الوفيات قد تصبح في كانون يناير "أعلى من أربع إلى خمس مرات مما كان عليه في أبريل" إذا تم تنفيذ "استراتيجيات لتخفيف" القيود. من جانب آخر اقترحت مدينة صينية على سكانها تلقيحا طارئا ضد كوفيد-19، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، وهي أول عملية معروفة بهذا الحجم في البلاد، يعطى خلالها لقاح لم تتم الموافقة على التداول به تجارياً. وأوضح الخميس مركز السيطرة على الأمراض المعدية في جياشينغ (شرق الصين) أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما يمكنهم الحصول على استشارة للقاح من شركة "سينوفاك" الخاصة. ويوصى بهذا "التلقيح الطارئ" كأولوية للسكان الأكثر تعرضا للفيروس مثل العاملين في المجال الطبي والأشخاص الذين هم على اتصال بالعامة وموظفي الجمارك وحتى المسافرين الذين يتعين عليهم الذهاب إلى البلدان التي تعتبر عالية الخطورة. ويتكوّن اللقاح من جرعتين يتم تناولهما على مرحلتين تفصل بينهما فترة تمتد بين 14 و28 يوما بكلفة 400 يوان (51 يورو). وبدأت تجربة عشرات اللقاحات المطورة في الصين مرحلة الاختبار على البشر وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وقد وصل أربعة منها إلى "المرحلة الثالثة" النهائية من التجارب السريرية، بما في ذلك تجربة "سينوفاك". ومع ذلك، لم يتلق أي منها حتى الآن الموافقة على التوزيع التجاري على نطاق واسع. لكن السلطات الصينية أعطت الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ لبعض هذه اللقاحات. من جانبها توقعت شركة فايزر الأميركية العملاقة للأدوية أن تتقدم بطلب ترخيص للاستخدام الطارئ للقاحها المضاد لكوفيد-19 في أواخر نوفمبر، أي بعد نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من الشهر نفسه. وأملت الشركة بأن تمضي قدما بطرح اللقاح بعد توافر بيانات السلامة في الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر، وهو ما أدى على الفور إلى رفع أسهمها في الأسواق المالية الأميركية بنسبة 2%. وقال رئيس فايزر ومديرها التنفيذي ألبرت بورلا في رسالة مفتوحة "لأكون واضحا، إذا افترضنا أن البيانات جاءت إيجابية، فإن فايزر ستتقدم في وقت قريب بطلب للحصول على ترخيص للاستخدام الطارئ في الولاياتالمتحدة بعد تحقيق مرحلة (التأكد من) السلامة في الأسبوع الثالث من نوفمبر". وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة مليون ومئة شخص على الأقل في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الجمعة استنادا إلى مصادر رسمية. وتم تسجيل أكثر من 39 مليون إصابة مثبتة بينما تعافى 27 مليون شخص على الأقل. ولا تعكس الإحصاءات المبنية على بيانات جمعتها مكاتب فرانس برس من السلطات المحلية في دول العالم ومن منظمة الصحة العالمية إلا جزءا من العدد الحقيقي للإصابات إذ لا تجري دول عدة اختبارات للكشف عن الفيروس إلا للحالات الأخطر أو تلك التي تظهر عليها أعراض. وسجلت على امتداد الخميس ستة ألاف وفاة و404 ألف إصابة جديدة حول العالم. وبناء على التقارير الأخيرة، سجّلت الولاياتالمتحدة العدد الأكبر من الوفيات الجديدة (1103) تليها الهند (985) والبرازيل (713). وتعد الولاياتالمتحدة البلد الأكثر تضررا في العالم إذ سجّلت 217 ألف وفاة من بين 7.9 ملايين إصابة، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز. وأعلن تعافي ثلاثة ملايين شخصا على الأقل. والبرازيل هي البلد الأكثر تأثّرا بالفيروس بعد الولاياتالمتحدة إذ بلغ عدد الوفيات على أراضيها 152 ألفا من بين خمسة ملايين إصابة.