يمر العالم كله بأزمة فيروس كورونا المستجد وتبعات تأثيراته الاقتصادية والصحية والاجتماعية، والمملكة جزء مهم من هذا العالم، وتأثرت - كغيرها من الدول - بهذا الفيروس، ومن ذلك «التعليم»، الذي هو عماد الأمم، وبذرة طريق نهضتها وتقدمها. ولم تتوان قيادتنا الرشيدة في دعم الوطن وشبابه وقطاعاته، وكان للتعليم نصيب وافر من السخاء والعطاء، لدفع عجلته حتى يستمر في مصاف الدول المتقدمة، وقيادته في أزمة جائحة كورونا لبناء نهضة «السعودية العظمى»، في ظل رؤية الشباب والوطن والحاضر والمستقبل «2030». وسخّرت وزارة التعليم جميع إمكاناتها المادية والبشرية لمواجهة الأزمة منذ دقائقها الأولى في النصف الأول من العام الحالي 1442ه إمكاناتها البشرية والمادية لاستمرار التعليم عن بعد، من خلال مشروع «منصة مدرستي التعليمية»، وهي نظام إدارة تعلم إلكتروني، يضم العديد من الأدوات التعليمية الإلكترونية التي تدعم عمليات التعليم والتعلم، وتسهم في تحقيق الأهداف التعليمية للمناهج والمقررات، كما تدعم تحقيق المهارات والقيم والمعارف للطلاب والطالبات لتتواءم مع المتطلبات الرقمية للحاضر والمستقبل، مع تدعيمها بعدد كبير من قنوات ومنصات التعليم للطلاب والطالبات المساندة، وقودها منسوبو التعليم من تقنيين وفنيين وإداريين وشاغلي الوظائف التعليمية. وتأكيداً على اهتمام قيادة المملكة بسلامة الطلاب والطالبات من فيروس كورونا، وبعد تقييم الوضع خلال الأسابيع الماضية من انطلاقة التعليم، ونجاح «التعليم» في عبوره جسور التحديات بتميز، مقارنة بسرعة الاستجابة للأزمة الطارئة في جميع دول العالم، وليس في المملكة وحدها، صدر الأمر السامي باستمرار التعليم عن بعد لما تبقى من الفصل الدراسي الأول في التعليم العام والتعليم الجامعي والتدريب التقني، وفق الضوابط المطبقة. استراتيجية المستقبل قال عبدالله بن سعد الغنام مساعد المدير العام للشؤون التعليمية في الإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض: إن صدور الأمر السامي باستمرار التعليم عن بُعد لما تبقى من الفصل الدراسي الأول في التعليم العام والتعليم الجامعي والتدريب التقني، وفق الضوابط المطبقة، يحمل دلالات ومؤشرات على نجاح التجربة، وأثرها على المجتمع. ونوه الغنام بحرص قيادة المملكة على سلامة الطلاب والطالبات من فيروس كورونا، منذ بدء الجائحة، وتفاعل وزارة التعليم معها بقرار «التعليم عن بعد»، الذي شكّل علامة فارقة في مسيرة التعليم ومسيّريه، الذين سخروا وقتهم وجهدهم لاستمراره بمعايير وجودة عالية، كانت ثمرتها مشاريع تعليمية استراتيجية للمستقبل، باكورتها «منصة مدرستي»، والمنصات والقنوات المساندة لها، وهي قنوات عين الفضائية والتي تبلغ 23 قناة وقناة عين دروس على اليوتيوب والروضة الافتراضية. خريطة عمل طموحة أكد عبدالمجيد بن عبدالرحمن الهويمل، مدير مكتب التعليم بغرب الرياض، أن وزارة التعليم دأبت منذ بداية جائحة كورونا على وضع آليات عمل متكاملة ذات أبعاد متناسقة أسهمت وسهلت التعامل بفاعلية عالية مع ظروف المرحلة التي استطاعت من خلالها تجاوز تلك المرحلة بنجاح، ما جعل منها مثالاً يحتذى. وقال الهويمل: «مع بداية هذا العام، وضعت وزارة التعليم خريطة عمل طموحة ومرنة للتعامل مع جميع الاحتمالات الممكنة، مسخرة في ذلك جميع إمكاناتها المادية والبشرية لتهيئة البيئة المدرسية الجاذبة، مروراً بعمليات التدريب الموجه للمعنيين بالعملية التعليمية كافة، وانتهاء بالقرارات والأنظمة واللوائح الضابطة لضمان إفادة وإكساب الطالب والطالبة مهارات ومعارف المرحلة الدراسية. وأضاف: «اضطلعت هذه الوزارة الفتية برجالها المخلصين، وفي وقت قياسي، بتدشين مشروع عملاق للتعليم عن بعد «مدرستي»، سعت من خلاله إلى توفير بيئة تعليمية افتراضية جاذبة ومشوقة، تحاكي تلك البيئة الواقعية التقليدية، يستقي الطالب من خلالها متطلبات وأهداف المرحلة الدراسية والعمرية المناسبة، ليبقى دور البيت والمجتمع داعماً أساساً ومكملاً لتلك الجهود، لنحقق جميعاً ما نصبو إليه من تجويد الناتج التعليمي وتقنين عمليات التعلم الفاعلة». مرونة واحترافية وأشادت ريم السبيعي - قائدة مدرسة - بإنجازات وزارة التعليم في إدارة الأزمات، التي هي إنجازات للوطن كله، ومنها منصة مدرستي إحدى مخرجات التعلم عن بعد، فمن دون شك ما يمر به العالم من آثار جائحة كورونا على جميع مجالات الحياة، من أعظم الأزمات على الشعوب، وتعامل وزارتنا في هذه الأزمة كان وما زال - ولله الحمد - مرناً واحترافياً وبشفافية عالية يشار إليها بالبنان، ليس في المجتمع المحلي فقط، بل في المجتمعات الإقليمية والعالمية، توّج بالأمر السامي باستمرار الدراسة عن بعد لما تبقى من الفصل الدراسي الأول من العام الحالي. ونوهت السبيعي بقرار «التعلم عن بعد»، الذي كان من ثمراته إطلاق أضخم منصة تعليمية في المنطقة، وربما العالم، تستوعب أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة وأولياء أمورهم، مؤكدة أن من ثمراته أيضاً استمرارية التعليم، وفي الوقت نفسه ضمان سلامة جميع منسوبي المدرسة، وبالتالي يكون عمل الهيئة الإدارية بجودة وتركيز وآمن بالتقيد بالاحترازات والتباعد الاجتماعي، ومن ذلك أن أغلب المعاملات إلكترونية، حفظاً للوقت والجهد وتوثيقاً لجميع الأعمال، مشيرة إلى أن «الأنظار والآمال تتجه جميعها إلى منصة مدرستي، التي يسرت العملية التعليمية، وأتاحت إنجاز المهام دون حتى مراجعة المدرسة، إلا في حالات خاصة، فالمنصة ناجحة بتعاون الجميع، والجميع ناجح باستثمار المنصة، والمنصات الأخرى الداعمة». أما المعلم سعيد الشهراني، فبدأ بقوله: «أنا ولي أمر ومعلم لي تجربة سأرويها».. وبهذه العبارة حكى تجربته مع منصات وزارة التعليم في العام الجديد حتى الأمر السامي لاستمرارها لما تبقى من الفصل الدراسي الأول، وقال: «وفرت وزارة التعليم إمكانات عالية وكبيرة، وخدمات فريدة من نوعها لدراسة أبنائنا وبناتنا، ومن ذلك منصة مدرستي التعليمية، وقنوات عين التعليمية، التي حظيت بأن كنت أحد مقدميها، حيث استشعرت من قرب حجم الجهود العظيمة لتسخير الإمكانات كافة لسير قافلة التعليم عن بعد بأمان». ووجه الشهراني نصيحة للطلاب والطالبات بأن يستثمروا أوقاتهم في مشروع «التعلّم عن بعد» العملاق، الذي أوجدته أزمة عالمية هي جائحة «فيروس كورونا»، وذلك بالاستعداد والتحضير لكل ما يقدم لهم من مواد علمية، حاثاً أولياء الأمور على متابعة أبنائهم وبناتهم، والإشراف عليهم أثناء رحلتهم التعليمية في المنزل، والاستفادة من وسائل التعليم المتقدمة في إيصال المعلومة بطريقة سهلة ووفق استراتيجيات تعلم حديثة. جودة واستدامة وشارك جمعان بن محسن الغامدي (ولي أمر) برأيه في التعليم عن بعد، وقال: «في البداية أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للجهود المشتركة التي جعلت صحة الإنسان في أولى أولويات حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد - حفظهما الله -، ثم إن اعتماد التعليم عن بعد للتعليم العام منذ بداية الجائحة، وصدور الأمر السامي لاستمراره لما تبقى من الفصل الدراسي الأول في التعليم العام والتعليم الجامعي والتدريب التقني، كان تجسيداً فعلياً لمعنى أن يكون الإنسان أولاً، فما لمسناه نحن أولياء الأمور من حرص وزارة التعليم، وتعاون وعمل جماعي مع وزارات الصحة والاتصالات وغيرها، مدعاة إلى الفخر، وضح ذلك جلياً في توفير المواقع والتطبيقات والمنصات والقنوات المختلفة، ومن ذلك منصة مدرستي التعليمية، التي تحقق توفير التعليم المجاني للطلاب والطالبات كافة عن بعد، مع الأخذ في الحسبان أقصى معايير الجودة والاستدامة». وأضاف: «شكراً لكل من وقف خلف هذا التكامل في الأداء، راجياً من الله التوفيق لجميع أبنائنا وبناتنا في دراستهم، وأن يعجل - سبحانه - بكشف الغمة وزوال الوباء، إنه جواد كريم». من جانبها، عبرت ندى بدر، ولي أمر الطالبة «دانا خالد»، عن تجربتها مع التعليم عن بعد والمنصة التعليمية «مدرستي» واستمراره لما تبقى من الفصل الدراسي الأول، بأنه «كان خياراً ناجحاً في ظل جائحة فيروس كورونا، رغم تحديات البدايات، لكن جهود وزارة التعليم لخدمة الطلاب والطالبات تجاوزتها، وبددت كثيراً من مخاوفنا نحن أولياء الأمور بعد مرور أسابيع على إطلاقها»، موضحة «كانت استعداداتنا للدراسة مثل كل عام، إلا أن هذا العام استثنائي، وطبق فيه أولادي منذ اليوم الأول للبدء الدراسة، تعليمات وزارة التعليم بارتداء الزي المدرسي وأداء النشيد الوطني وحضور الحصص الافتراضية». أما والدة الطالبة عهود أحمد، فقالت: «ابنتي في الصف الأول الابتدائي، ولم تقتنع بالتعليم من المنزل بداية الأمر، لكن شرحت لها وعلمتها بأن مدته قصيرة وستذهب إلى المدرسة لتتعرف على زميلاتها ومعلماتها، فكانت استجابتها للمحفزات أكثر مما توقعت، ساعدني على ذلك وضوح الشروحات المقدمة في منصة مدرستي وطرائق عرضها». طلاب متحمسون عبر الطالب مشاري خضر الغامدي، من طلاب ثانوية الشوكاني في الصف الأول الثانوي، عن مشاعره تجاه تجربة التعليم عن بعد، واصفاً إياها ب»الرائدة في وطننا الحبيب»، وقال: «تجربة منصات التعليم عن بعد تجربة جديدة علينا نحن الطلاب، وأعتقد بصفتي طالباً، أنها كانت مرحلة تحتاج إلى كثير من بذل الجهد حتى نصل إلى ما نصبو إليه». وأضاف: «أنوه بدعم سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد للتعليم في المملكة، خاصة في هذه المرحلة من تعليق الدراسة حضورياً، واستمراها لما تبقى من الفصل الدراسي الأول، وجهود وزارة التعليم أثمرت باستمرارية العملية التعليمية عن بعد، ونجاحها رغم الصعوبات والمعوقات التي واجهتها في بداية إطلاقها». وزاد الغامدي: «أشعر بالحماسة لاستخدام منصات التعليم الإلكترونية، التي أتاحتها الوزارة، ولا سيما منصة مدرستي، التي تحتوي على أنشطة وتجارب وتفاعل بين المعلم والطالب وولي الأمر. أنا فخور كوني مواطناً وطالباً في هذا البلد العظيم، وأسأل الله أن يديم علينا نعمه وأن يحفظ بلدنا». من جهتها، قالت الطالبة وداد أحمد في الصف الثالث المتوسط: «استعددت للمدرسة قبل شهر من موعد بدء الدراسة، وكنت أتابع قنوات التواصل لوزارة التعليم، لأعرف المستجدات في التعليم، وسجلت وإخوتي في المنصات المعلنة، ومنها منصة مدرستي، لنبدأ باستقبال دروسنا التعليمية، وحضور حصصنا المدرسية، وها نحن نكمل مسيرتنا بكل فخر لما تبقى من الفصل الدراسي الأول». وأضافت: «وجدت في بداية رحلتي التعليمية عن بعد صعوبة، لكن مع الإصرار والعزيمة ومساعد أهلي تجاوزت ذلك كله»، مشيرة إلى أنها مستعدة للدراسة ومجتهدة في تحصيلها، كما «أنني اشتقت إلى مدرستي ومعلماتي، لكن - الحمد لله - هن معنا في المنصة». شعار منصة مدرستي عبدالمجيد الهويمل عبدالله الغنام مشاري الغامدي