لا تكف حكومة تركيا المارقة عن إعلان العداء للمملكة العربية السعودية وقادتها الأوفياء، يتضح ذلك من انتهاج سياستها العدوانية تجاه المملكة التي لم تعد خافية على أحد، رغم أن المملكة لم تتدخل بأي شكل في شؤون تركيا الداخلية، في حين أن تركيا اتخذت من تيار الإسلام السياسي وسيلة للتدخل والاختراق في عموم الدول العربية، ودخلت على خط الأزمة الخليجية، وقبل ذلك كانت تأهبت للتدخل في مصر، بل حوّلت التعاطف مع الإخوان إلى عداء مستحكم بين دولة ودولة، وحتى في تدخلها في سورية غلبّت مبكراً دور تيارات الإسلام السياسي على الوطنيين الذين يريدون وطناً يتعايش فيه الجميع كمواطنين متساوين. هذا الحقد التركي على وطننا ينبع من موروث تاريخي ولهذا الموروث دور كبير في تصنيع العداء فقد سيروا الحملات ضد الدولة السعودية الأولى والثانية وارتكبوا فضائع لن يمحوها التاريخ، واليوم هذا العداء يبدو أعمق أثراً، فتركيا باحثة عن زعامة في العالمين العربي والإسلامي، ولا تستطيع ذلك في وجود المملكة ومكانتها ودورها وتحالفها مع مصر». ومجمل سياسات أردوغان خلال الأعوام الخمس الماضية، تجاوزت خارجياً مسائل الأمن القومي والمصالح التجارية لتبحث عن اعتراف دولي لها بالزعامة الإقليمية، وتعيش أحلام إحياء الإمبراطورية العثمانية. ولأن دورنا المجتمعي يجب أن يتكامل مع بقية الأدوار فإن على عاتقنا كمواطنين ورجال أعمال أن نعي خطورة هذا التوجه التركي، وعلينا أن نقف ضده. ونحن نعي أن علينا مسؤوليات ملقاة على عاتقنا حيث نستطيع أن نعلن مواقف الاصطفاف خلف الحكومة بتوفير البديل للمنتج التركي مع تبني تكثيف الدور التوعوي بهذه المخططات التي تحيكها تركيا وأبعاد هذا العداء، كما أن علينا دوراً مهماً في توعية المستهلك وإعلان دوره الضاغط بالتوجه نحو البدائل المتوفرة للمنتج التركي والعزوف عن أي منتج من بلد يناصب دولتنا العداء ويتربص بنا، حيث إن سياستها العدائية ضد هذا الوطن توجب علينا ذلك. ومن منطلق الدور الوطني وجب علينا في هذا الوقت التوجه نحو توفير البديل مع تكثيف التوعية ضد الخطر التركي والنهج العدائي لها وفضح مطامعها، والتعريف بالبدائل المتاحة للمنتجات التركية والعمل الجاد على إصدار قوائم بها وإعلانها عبر مختلف الوسائل والتعريف بالبديل المناسب. كما أن المستثمرين في المجال السياحي يمكنهم لعب دور موازٍ باختيار وجهات سياحية بعيداً عن تركيا حيث يشكل السعوديون رقماً مهماً جداً على خارطة السياحة الدولية، هذه المهمة الوطنية يجب أن يعمل لأجلها رجال المال والأعمال والتجارة فهذا الجهد الفردي مؤثر جداً، وهو شكل من أشكال الاصطفاف مع الوطن ضد كل متربص، وهو إعلان ولاء لحكومتنا الرشيدة وقادتنا، وعربون محبة لوطننا العظيم. تركيا اليوم يجب أن يقاومها الجميع، وألا نكتفي بالعمل السياسي حيث يمكن للضغط التجاري أن يكون عاملاً مؤثراً نمارسه بوعي مجتمعي لنكون جبهة وطنية صامدة داخل هذا الوطن الأبيّ. * رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمخواة