«أخبرني عنه مرة أخرى، أبي. هذا البلد الجديد مختلف تمامًا». تدور أحداث فيلم «بيلي الفاتح» في أواخر القرن التاسع عشر حول صبي صغير يُدعى بيلي كارلسون (بيلي هفينيغارد) ووالده المسن لاسي (ماكس فون سيدو). بعد مغادرتهم (السويد) المنكوبة بالفقر بقارب مليء بالمهاجرين السويديين في محاولة للعثور على أمل أن يتم تعيينهم كعمالة لموسم الحصاد. قصة مؤثرة رويت بطريقة فريدة ذات أبعاد حزينة ونظرة غير عاطفية على الحياة بين من يملكون، وفي المقام الأول، الذين لا يملكون؛ حيث يقدّم الفيلم بصدق الدراما الإنسانية للحياة اليومية للأشخاص المضطهدين دون اعتذار أو عذر لظروفهم البائسة. تتبع القصة «لاسي» وابنه الصغير «بيلي» الذين اقتلعوا أنفسهم من موطنهم الأصلي السويد على أمل العثور على حياة أفضل في جزيرة بورنهولم الدنماركية. بمجرد وصولهم إلى هناك يجدون ظروفًا أكثر قسوة عندما يضطرون للعيش والعمل في مزرعة وحشية. بينما يكافح الأب والابن للنجاة من عذاب حياتهم الجديدة، يواجهان رحلة ملحمية مليئة بالعاطفة والألم والانتصار الاستثنائي للروح البشرية. الفيلم يخطف الأنظار، ويسافر بنا عبر مشاهد درامية مأساوية، يتم تصويره بعناية شديدة، مغمورة في التفاصيل الدقيقة. قام المخرج وكاتب السيناريو «بيل أوجوست» والمصور الإسكندنافي «بير هولست» بجعل الفيلم متعة بصرية، لا سيما المشاهد التي تنطوي على البحر والشتاء. بالنسبة للممثل السويدي «ماكس فون سيدو»، في المقام الأول، فإنه حمل الفيلم على عاتقه وذكرياته بكل براعة، وصورته الدرامية باتت مألوفة وثابتة منذ فترة طويلة من أعماله مع المخرج السويدي إنغمار بيرغمان. نقاط القوة في الفيلم واضحة مع تقدم الفيلم. اللقطة الافتتاحية لسفينة شراعية تخرج بصمت من سحابة ضباب منخفضة تحدد نغمة الفيلم تمامًا. حيث يبدو هادئاً ومنضبطاً، ومع ذلك فإنه لا يزال يقدم صورة مذهلة باقية لفترة طويلة بعد انتهاء الفيلم. إنه يضفي إحساسًا بمشاهدة التاريخ يتكشف في الحاضر. أفضل طريقة لتقدير مدى جودة هذا الفيلم هي مشاهدته، الفيلم عظيم بالطريقة التي يصوغ بها القصة، بأكثر الطرق بساطة. كثير من الناس الذين يكافحون وينجحون في الحياة سيتعلقون بهذا الفيلم، لأنه وصية على النجاح في الحياة، والتغلب على الصعاب. الفيلم مقتبس من الرواية الدنماركية الكلاسيكية لمارتن أندرسون نيكسو بعنوان: Pelle the Conqueror، حاز الفيلم على جائزة الأوسكار آنذاك عن أفضل فيلم بلغة أجنبية، بالإضافة إلى الفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.