بهدوء اعتلت المرأة خشبة المسرح السعودي كممثلة إلى جانب الرجل الممثل، هذه الفكرة كانت تأخذ مسار المنع، حيث منعت المرأة من أن يراها جمهور المسرح، بينما كان وما يزال مشاهد التلفزيون يراها والمستمع الإذاعي يسمعها ممثلة. بالعودة للماضي سريعاً نجد أن تاريخ الدراما التلفزيونية السعودية، بدأت مع بدايات الستينات الميلادية من القرن العشرين تزامناً مع تأسيس التلفزيون السعودي الحكومي في العام "1964"، حيث ظهر مجموعة من الممثلين والممثلات الهواة الذين تخطوا ضعف الإمكانيات وتحدوا محيطهم في زمن كان المجتمع لم يستوعب بعد أهمية الفن الدرامي ودور الفنانين، أما المسرح فقد سبق التلفزيون في تقديم الممثلين بلا ممثلات، حيث كانت العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة وعدم الإقبال بشكل عام هي العائق في ظهور المرأة كممثلة على المسرح مع الرجل، وبعد انتظار طويل رأينا المرأة تشارك الرجل على الخشبة المسرحية، المهم ما دام الصعود النسائي للمسرح قد حصل وحالفة التوفيق، والتي كانت فكرة ظهور المرأة في المسرح النسائي حلا مناسبا لإتاحة الفرصة لها من خلال مسرح نسائي خاص بهن في التمثيل والإخراج والجمهور، ونتج عنه تكريس فكرة التفرقة بين الجنسين، مسرح ذكوري ومسرح نسائي، الأمر الذي حد من حركة تطور المسرح السعودي، وكان أهم حضور المرأة على خشبة المسارح النسائية، تلك التي انطلقت في فعاليات الأعياد، حيث اعتادت الممثلة على الطرح التقليدي لقضايا المرأة، هذه التجارب المسرحية ظلت معزولة في صالات مغلقة للنساء فقط، وتمر بسرعة وتنسى، إذ لا تتجاوز مدة عرضها حدود الأيام الثلاثة، بعد ذلك دخل المسرح السعودي بمرحلة جديدة مع جمهوره، حيث انطلقت باكورة العهد الجديد بالرياض من خلال مسرحية "حياة الإمبراطور" المخصصة للعائلات، وهي أول عرض تظهر فيه ممثلة مسرحية تقف أمام ممثلين من الرجال على خشبة المسرح، وسط تفاعل جماهيري في كل عرض، وكذلك مسرحية "الذيب في القليب" بمشاركة نسائية في مسرح شباك تذاكر، على مدار "40" عرضا من موسم الرياض، كل عرض لا يقل الحضور فيه عن "1500" متفرج وربما أكثر، وقد سنحت لي الفرصة حضور العرض الأول والأخير للمسرحية ذاتها، ففي العرض الأول توقعت أن يقابل ظهور المرأة بصفير الرفض وعدم القبول، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، حيث قوبلت بالتصفيق والترحاب، وللحقيقة التاريخية فإن المرأة كانت مشاركة في الحراك المسرحي قبل نحو "50" عاماً، ولكن الممثلين الرجال هم من يمثلون دور المرأة، يلبسون لباسها لأداء دور الأم أو الفتاة وفق النص، حيث كان ممنوعاً عمل النساء في المسارح، أخيراً العنصر النسائي مهم جداً في المسرح سواء ممثلة أو متفرجة أو عنصرا فنيا، فلا يمكن أن تضع ممثلة على خشبة المسرح والمتفرجون نساء، أو المتفرجون رجال يشاهدون رجالا.