صفعة قوية لن تنسى، وجهها الإعلام المصري لإعلاميي قناة الجزيرة القطرية والقنوات الإخوانية المدعومة بشكل مباشر من الدوحة، في فضيحة جديدة تضاف لسجلهم الحافل بالسقطات الإعلامية، وتكشف محتواهم الزائف الذي يعتمد في مضمونه على كل ما يبث الفتنة ويثير القلاقل دون اتباع أبسط مبادئ أخلاقيات وتشريعات الإعلام المهنية للتحقق من المعلومات ومصادرها قبل بثها. القصة بدأت بدعوات أطلقها الممثل والمقاول المصري الهارب خارج البلاد محمد علي وتفاعل معها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية خارج مصر لتحريض المواطنين على التظاهر يوم الجمعة الماضية ضد الدولة المصرية، وبدأت القنوات القطرية رحلتها في الحشد بإعادة بث فيديوهات قديمة من على شبكة الإنترنت تعود لأحداث الشغب في العام 2011 في خضم الثورة المصرية وما بعدها على أنها أحداث جديدة في شوارع مصر. هذه الدعوات قابلتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية - المالكة لعدد من وسائل الإعلام المصرية ومقرها القاهرة - بفكرة جديدة للإيقاع بقنوات التحريض وتعريتهم أمام الرأي العام العربي والدولي، من خلال تقديم السم في العسل على طبق من ذهب، حيث قدمت لهم مادة إعلامية دسمة في ظاهرها ولكن باطنها مزيف مثلها مثل باقي المواد الإعلامية التي تبثها هذه القنوات في حملاتها الإعلامية لإشعال الأحداث حينما يتلقون التعليمات في أي وقت، فهم أداة حادة في يد الدوحة التي تصرف ملايين الدولارات على الهاربين وتحتضنهم لاستخدامهم في هذا الغرض. نشرت الجزيرة أرقاماً هاتفية لاستقبال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو المحرضة والمخربة ضد الدولة المصرية بهدف عرقلة مسيرة البناء والتنمية، ودعم الدعوات التي أطلقها المقاول المصري الهارب، وكانت الضربة القاصمة هنا، عندما أرسلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مقطع فيديو تم تصويره بالكامل داخل مدينة الإنتاج الإعلامي بالاستعانة بممثلين (كومبارس) وتصوير مشهد على أنه مظاهرة في أحد أحياء القاهرة، وتم إرسال الفيديو المزيف على رقم قناة الجزيرة تحت عنوان أهالي منطقة نزلة السمان يتظاهرون في جمعة الغضب ضد نظام الحكم المصري، وسرعان ما التقطت قنوات جماعة الإخوان المدعومة من الدوحة وأنقرة الفيديو وتم بثه على جميع منصاتهم (الجزيرة، مكملين، رصد، الشرق) وانتشر كالنار في الهشيم دون تحري الدقة والتحقق من المحتوى أو على أقل تقدير الاتصال بأهالي المنطقة للتأكد أو إرسال عناصر الإخوان المتعاونين معهم إلى المنطقة للتأكد. الفيديو المفبرك أصبح حديث وسائل الإعلام الإخوانية ل24 ساعة قبل أن يخرج الصحفي المصري خالد صلاح في برنامجه التلفزيوني وينشر الفيديو الحقيقي للواقعة، ويكشف أنه فيديو مزيف تم تصويره بهدف كشف آلية عمل قنوات الإخوان، ومع بث الحلقة التي شارك فيها الإعلامي يوسف الحسيني، تصدر وسم #نزلهالسمانفضحت_الخرفان على تويتر، واستغل المصريون حالة الارتباك التي سيطرت على الجماعة الإرهابية خلال الساعات الأخيرة بعد ابتلاعها فخ الفيديو المفبرك للتظاهرات، وسيطرت حالة من السخرية من وسائل الإعلام الممولة من الدوحة وأنقرة والعاملين بها. وسلطت شبكة CNN الإخبارية الأميركية، الضوء على الواقعة التي فضحت قناة الجزيرة القطرية، بعدما كشفت بوضوح حجم الكذب وتزييف الحقائق التي تقوم ببثه المنصات التحريضية التابعة للإخوان والمعادية للدول العربية. وقالت شبكة CNN: إن القناة المصرية قامت ببث مشاهد بعنوان إزاي تفبرك مظاهرة. وكانت لما قالت القناة: إنها كواليس تصوير أحد المقاطع الفيديو المفبركة داخل إستديو، وخلال مقطع الفيديو ظهر تجمع لمجموعة من الأفراد، فيما تردد صوت شخص في خلفية المشهد، بدا أنه يوجههم خلال عملية التصوير، قائلاً: متضحكش، كأنك في مظاهرة بجد، وهو الفيديو الذي كان مصيدة للجماعة الإرهابية وأذاعته مباشرة. وعلق الكاتب الصحفي خالد صلاح خلال تقديمه الحلقة الاستثنائية لفضح فبركة أبواق الإرهاب للتظاهرات في مصر قائلاً: "هذه مظاهرة مُزيفة، مُصورة في إستديو، والجزيرة كعادتها تنشر أي شيء"، مُضيفاً أن ذلك إهداء من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتقول لكم نشكركم على حسن تعاونكم. وأضاف خالد صلاح: غير مصدق الحماسة على التزييف وكل هذه الطاقة التي تخرج في الكذب، هذه الكائنات تحيا على الكذب، وتقبض لكي تكذب، متسائلاً عن المهنية التي تدعيها قناة الجزيرة القطرية في التغطية الإخبارية. فيما قال الإعلامي يوسف الحسيني: إن الإعلام المصري لا ينفق عُشر ما يتم إنفاقه من الإخوان على قنواتهم، وعلى الرغم من ذلك يقدم إعلاماً مهنياً وراقياً، وعلق قائلاً: بفيديو واحد صغير أخذوا أكبر صفعة، شكرًا لحسن تعاونكم معنا. وانتابت الجماعة الإرهابية حالة من الارتباك الشديد وتوالت صدماتهم بعد الفخ الذي انجرف إليه مذيعوها الذين انساقوا وراء فيديو نزلة السمان، الذي أعدته الشركة المصرية لتصوير تظاهرة مفبركة في منطقة نزلة السمان، وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لفضح مخططات الداعين للفوضى والتخريب التي تقام على فيديوهات مفبركة.