ليست المرة الأولى التي يخذلُ فيها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فريقًا سعوديًا أو منتخبًا فصفحات التاريخ سجلت لهذا الاتحاد مواقف وتجاوزات أضرت بأنديتنا ورياضتنا على مدى عقود طويلة. فمن شاهد موقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو يقف موقف المتفرج من الأزمة التي عصفت بالفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال بعد تفشي فايروس كوفيد 19 بلاعبي الفريق بشكل لم يستطع من خلاله مدرب الفريق الروماني لوشيسكو من استكمال التشكيلة الأساسية خلال لقائه بشباب أهلي دبي الإماراتي في ختام مواجهات الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية مع أن لوائح وأنظمة البطولة والظروف الصعبة والاستثنائية التي يشهدها العالم أجمع تتيح له التحرك بشكل إيجابي للوقوف مع أحد أبطال القارة ومن له ثقله الجماهيري والإعلامي، سواء كان ذلك بتأجيل لقاءات الجولة الأخيرة من لقاءات المجموعات أو تأجيل لقاءات دور ال(16) حتى يتشافى لاعبو الفريق ويحافظ أيضًا على سلامة لاعبي الفرق الأخرى المشاركة بالبطولة، ومنعهم من الاحتكاك بفريق تفشى به الفيروس، إلا أن ذلك لم يحدث وهذا لا يستغرب فهذا الاتحاد بكافة لجانة وأعضائه عُرف عنه ومنذ عقود طويلة السلبية إضافة لضعف قراراته وتردده في الكثير من القضايا الساخنة التي شهدتها أروقة بطولاته. فهذه ليست الوقفة السلبية الأولى لهذا الاتحاد الضعيف في كل ما يتصل به، فسبق أن وقف هذا الاتحاد موقف المتفرج وهو يشاهد أحد حكامه يرتكب أكبر كارثة تحكيمية بكرة القدم منذُ ابتكارها حتى اليوم بنهائي آسيا 2014م بعد أن نحر طيب الذكر الحكم الياباني نيشيمورا الفريق السعودي على أرضه وبين جماهيره بشكل مستفز وغير قابل لحسن النية، وحوّل مجرى البطولة لفريق آخر كان دوره خلال لقائي النهائي ارتكاب الأخطاء الكوارثية بدعم تحكيمي شاهده كل سكان القارة ماعدا اتحادها الموقر! هذا الضعف وهذا السقوط لهذا الاتحاد الواهن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقابله أنديتنا بالسكوت، فاليوم وأمس الهلال، وغدًا منتخباتنا وبقية أنديتنا، لذا على اتحاد القدم أن يكون أكثر حزمًا ويدافع عن حقوق رياضتنا وأنديتنا بشكل أقوى، وأكثر شراسة ويسجل موقفه من مثل هذه التجاوزات، فلو كان المتضرر أحد الأندية اليابانية أو الأندية الإيرانية التي مارست خلال عقود مضت كل حالات الشغب والخروج عن الروح الرياضية وخلطت السياسة بالرياضة لوجدت هذا الاتحاد يغض طرفه عنها وما الأمس ببعيد من اتحاد يستأسد ضد أنديتنا ويجبن أمام غيرها بطريقة لا تقبلها المنافسة الشريفة ولا الأنفس النبيلة. فاصلة: لم نسمع طوال لقاءات المجموعات الآسيوية وحتى بعد إبعاد الاتحاد الآسيوي لفريق الهلال أي مبادرة من الأندية السعودية الثلاثة المشاركة بالبطولة حتى لو كانت على سبيل المجاملة بعد أن اجتاح الفيروس فريقًا سعوديًا مشاركًا باسم الوطن، وهذا وربي انحدار كبير في قواميس الروح الرياضية، التي تمنيت أن يكون لها موقف ثابت وواضح ومشرف مما حدث ولكن؟