رئيس هيئة الأركان العامة: في مثل هذا اليوم العظيم من كلّ عام يُضاف إلى تاريخ الوطن المجيد عامٌ آخرٌ من المجدِ الذي لا يُضاهيه مجد وفي مثل هذا اليوم العظيم من كلّ عام يُضاف إلى تاريخ الوطن المجيد عامٌ آخرٌ من المجدِ الذي لا يُضاهيه مجد، وتضافُ صفحاتٌ مشرقةٌ ومضيئة من الإنجازات إلى سجلٍ حافلٍ بالإنجازِ تلوَ الإنجاز، منذ توحيد هذا الكيان العظيم على يد المغفور له - بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه-. إن اليومَ الوطني يُجسد ملحمةَ وطن ومناسبةً غالية تُعيد إلى الأذهان عظمة الإنجاز، الذي تم بفضل الله وقوته على يد المؤسس البطل ورجالهِ المخلصين رحمهم الله جميعاً. إنها ذِكرى تُستحضَرُ فيها نعمةُ لمِّ شَمل هذه البلاد تحت راية التوحيد الخفاقة على الأرض التي انبثق منها نور الإسلام إلى أنحاء المعمورة. إنّ يومنا الوطني ال(90) يُعتبر مناسبةً مهمة لاستعراض مسيرةٍ مُشرفةٍ ومشرقة وملهمة، نرى فيها وطننا الغالي يرتقي كل يوم إلى مزيدٍ من التطور والنمو في شتّى الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية والعسكرية، ويُقدّم تجربةً تنموية فريدة، بما استندت إليه من قيمٍ إنسانية وحضارية غرست روحَ الانتماءِ للوطن في نفوسِ المواطنين جميعاً. إننا في هذا اليوم الوطني نزدادُ يقيناً بأن التضحيةَ والعطاء في سبيل عزّة وطننا هي طريقُ تحقيقِ الأهداف، كما كانت تلك التضحياتُ سبباً في توحيد وبناءِ هذه الدولةِ حفظها الله. لقد كان للنجاحِ الذي نعيشُه هذه الأيام قصته التي بدأت على أرض هذه البلاد منذ يومِ التوحيدِ العظيم، فقد كانت مسيرةً تنموية شاملة على الرغمِ من افتقادها للثروات الطبيعية في البداية إلا أنها كانت غنيةً برجالها الذين ساندوا قيادتهم الرشيدة التي جعلت المواطن السعودي هدف هذه التنمية، ورسمت له معالمَ حضارية جمعت أصالةَ الماضي بديناميكيةِ الحاضرِ ومتغيراته، واستعدّت للمستقبلِ ببصيرةٍ نافذة، ورؤيةٍ فريدة شكّلت بعدَ توفيقِ الله مرحلةً خالدة في تاريخِ هذه الدولة العظيمة. إننا ونحن نعيشُ في هذا العهد الزاهر بقيادة ملك الحزمِ والعزم سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (أيدهُ الله) وبدعم ومؤازرة من سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، نشهد مراحل مفصلية في استمرار المسيرة الخيّرة التي تطرق كل أبواب التقدم والتطور والنمو في مختلف المجالات، وتعمل مستندة على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة، حتى تتحقق بمشيئة الله رؤية المملكة العربية السعودية (2030) والتي ستحقق بإذنه تعالى المزيد من التقدم والازدهار لوطننا الغالي وأبنائه. يمُر بنا يومنا الوطني (التسعين) وقد تعززت فيه مكانةُ المملكة عربياً وإسلامياً ودولياً، وواصلت فيه المملكة جهودها الخيرة في دعم السلام العالمي، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة مع استمرار هذا العهد الزاهر في التزامه بالمرتكزات والثوابت التي ميزت سياسة المملكة الخارجية دائماً والرفض الكامل والحاسم لأية محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، والعمل على تحقيق التضامن العربي والإسلامي مع السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم ورفض أية ممارسات تهدد الأمن والسلم الدوليين. يمر بِنا هذا اليوم الوطني وقد تمكنت دولتنا أعزها الله من التعامل بكلّ اقتدار مع جائحة فايروس كورونا المستجد (COVID-19) وسخرت كل مواردها لتخفيف آثار هذا الوباء وأكدت بالأفعال وليس الأقوال فقط بأن المواطن هو محور اهتمامها الأول، بل وشملت بما قدمته من رعاية وما سخرته من موارد كلّ من يتواجدُ على أراضيها من مقيمين أو زائرين لغرض السياحة أو حتى من كان مُخالفاً لنظام الإقامة، وفي خِضم هذه الجائحة نجحت المملكة بفضل الله ثم بدعم قيادتها الرشيدة في تنفيذ موسم حج (1441ه) بصورة استثنائية مُتحدية كل الصعاب. ويمر بنا هذا اليوم الغالي وقواتنا المسلحة تُسطر أروع صور التضحيات باستمرارها في الدفاع عن حدود بلادنا الغالية من كل الاتجاهات، وفي نفس الوقت تتقدم بثبات مع قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وتُسهم بإذن الله في قطع أيادي العبث والميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، وليس هذا فحسب بل إننا وبتوجيه ومتابعة من سمو وزير الدفاع وسمو نائبه مُستمرون في تنفيذ رؤيته لتطوير وزارة الدفاع والعمل جارٍ على تنفيذِ عدد من المبادرات لتطوير وزارة الدفاع باستراتيجية ذات أهداف واضحة تُسهم بإذن الله في تحقيق الغاية الوطنية للمملكة في المحافظة على سيادتها وأمنها ووحدتها ونموها واستقرارها. يمر بنا هذا اليوم المجيد وقد انضم إلى صفوف قواتنا المسلحة نخبةٌ من أبناء هذا الوطنِ الشامخ منهم الضباط الذين تخرجوا من كلياتنا العسكرية في الداخل وعدد من كليات التميز في عدة دول شقيقة وصديقة، ومنهم الأفراد الذين تخرجوا من مدارس ومعاهد قواتنا المسلحة المختلفة، كما تم ولأول مرة تدشين أول قسم نسائي عسكري لتلبية احتياج القوات المسلحة من العنصر النسائي في العديد من الوظائف، وقد انضم إلى قواتنا المسلحة العديد من الكوادر من المدنيين في مختلف أفرع القوات المسلحة، ليكونوا جميعاً إضافة تُكمل مسيرة البناء لقواتنا المسلحة، بالإضافة إلى ما تم الاستحواذ عليه من قدراتٍ عسكرية متميزة شملت أبعاد البر والبحر والجو والفضاء والمجال السيبراني، وكلّ تلك القدرات بما يتوافق مع رؤية المملكة (2030)، وبما يُحقق توجيهات قيادتنا الرشيدة في نقل وتوطين الصناعات العسكرية. إننا ونحن نحتفل بيومنا الوطني لنفخر كل الفخر بما تُقدمه وتبذله القيادة الرشيدة أيدها الله بنصره من دعمٍ مادي ومعنوي كبير لكل عناصر القوة الوطنية بلا استثناء، لتحقيق إنجازات متميزة تضمن الارتقاء كماً ونوعاً بمؤسسات الدولة وخططها الاستراتيجية لتحقيق رؤية المملكة(2030). ويمُر بنا يومُنا الوطني التسعون ومملكتنا الغالية تتولى رئاسة مجموعة العشرين (G20) وتستعد لاستضافةِ قمتها والتي تعتبر حدثاً تاريخياً وفرصةً رائدة على مستوى العالم، وتعكس مكانة المملكة على الصعيد الدولي، وفق رؤية طموحة وطويلة المدى من خلال تنسيق العمل المتعدد شفي عام (2020م) وتحت عنوان " اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع". وفي الختام يُشرفني أن أرفع باسمي ونيابة عن منسوبي القوات المسلحة الباسلة أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (أيده الله) القائدُ الأعلى لكافة القوات العسكرية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، بهذا اليوم الوطني المجيد، وأقول كل عامٍ ونحنُ للمملكة درعٌ حصين، وكلّ عامٍ ووطني الحبيب بألفِ خير، وكل عامٍ وبلادي تُعانق المجد وتحضنه فخراً وعزاً، حفظ الله علينا ديننا وأمننا، وحمى الله ولاة أمرنا وبلادنا من كل سُوء.