ذكرى اليوم الوطني مجدٌ خالد، وولاءٌ وانتماء راسخ يسكن كل الأفئدة التي تنعم في ظلال هذه البلاد الطاهرة، فلله تعالى الشكر أوله وآخره أن قيض لهذا الوطن قيادة راشدة أقامت في ربوعه شريعته الغراء، وملأته عدلًا ورخاء، فحظي بوحدة وتلاحم منقطع النظير، ونعم بالأمن والسلام، وبكل أسباب الحياة الإنسانية الكريمة، وحماه الله وحفظه من شرور الضالين والمعتدين. هو يوم الأمجاد، ويوم تحول تاريخي كبير نحو مرحلة تنموية عصرية، انطلقت فيها مواكب العلمِ تنشر الضياء في كلِّ مدينةٍ وقريةٍ وبيت بعد أن خفقت فوق هامة الوطن رايةُ التوحيدِ بقيادة المؤسسِ الملكِ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه-، فأصبح للعلم وأهله مدن تعليمية وبحثية، وآلافُ المدارسِ، وتحققت الآمال، فمنجزات الوطنِ التنمويةِ لا يصنعُها إلا أبناؤُه وبناتُه الأوفياء في ظل تكوينهم وتأهيلهم معرفيًّا ومهنيًّا. لقد استطاعت هذه الدولة الراسخة بحكمة قيادتها، وطموح تطلعاتها أن تحظى بمكانتها العالمية، وتسابق الزمن لتحقيق أهداف رؤيتها الواعدة، كما استطاعت بحنكة إدارتها أن تتجاوز كل التحديات، وأن تبقى هذه البلاد الطاهرة بعون الله تعالى عزيزة، وآمنة، وسالمة من كل شر وبلاء. وبفضل من الله تعالى ومنذُ تأسيس جامعةِ الملك فيصل مرّت بتاريخها المزهر أكثرُ من أربعة عقود ونصف نعمت فيها برعاية ودعم ولاة الأمر، وتُوِّجت برعاية وتشريف مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- بتدشين مدينتها الجامعية مدينةً للعلم في واحةِ الأحساء، وفي ظل انبثاقِ رؤية المملكة 2030التي يقود تطلعاتها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- واكبت الجامعة بإسهاماتها كل مجالات التنمية من خلال ما شهدته من تحولات تطويرية على مستوى هويتها، واستراتيجيتها، وهيكلتها، وتوجهاتها المستقبلية. وإننا في جامعة الملك فيصل وفي يوم الوطن الغالي المتجدد سموًّا ورفعة وفخارًا...كم تغمرُ السعادةُ قلوبَ أبنائنا وبناتِنا الطلاب الطالبات، وجميعَ منسوبي الجامعة؛ فمداد شكرهم لا تحصيه الأحرف والكلمات، إنها مشاعرُ متدفقةٌ من روح انتمائِهم وولائِهم لقيادتِهم ووطنِهم، وشعورِهم بالفخرِ والاعتزاز بعقيدتهم، وبتاريخ وطنهم وأمجاده. وسيبقى منسوبو جامعة الملك فيصل من مسؤولين وهيئة تعليمية وإدارية وفنية وطلبة على العهدِ يتنافسون في شرفِ خدمةِ هذا الوطن، مستنيرين بتوجيهات قيادتهِ الرشيدة، مستلهمين من يومه الأغر، وتضحياته الخالدة دروسًا في الولاء والعطاء، والتمسك بالوحدة، سائلينه جلَّ شأنه أن يحفظَ لهذا الوطنِ العزيزِ إيمانَهُ وأمنه، ويؤيدَ بعونِهِ وتوفيقِهِ حكومتهُ الراشدةِ بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسموّ ولي عهدهِ الأمين -حفظهما الله تعالى-، إنه سميع مجيب.