تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم باليوم الوطني المجيد، وهو ذكرى تأسيس الدولة السعودية الحديثة بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. والاحتفال بهذه المناسبة هو تجسيد لعمق العلاقة التي تربط بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي، وهي علاقة مؤسسة على المودّة والتقدير والتّفاعل والتّلاقي من أجل الارتقاء بالوطن وإعلاء رايته راية التوحيد لتظل، كما العهد بها، راية تخفق بعز وكبرياء على هامة السحب، معلنة وحدة وطن ونهوض أمة وسيادة دولة تحت راية "لا إله إلاّ الله محمد رسول الله" التي تجمع ولا تُفَرِق وتبني ولا تَهْدِم وتُعزِّزُ ولا تزعزع. وهذه الأعياد والأيام الوطنية ماهي إلا محطات مضيئة تتوقف عندها الشعوب والأمم المتعددة لتأخذ منها العبرة، وتتأمل ما يتم إنجازه من أهدافها وتطلعاتها ومراميها، لتقّيم ذلك كله، وتتعلّم منه، في مسيرتها الظافرة نحو غد مشرق عزيز، وكل أيام المملكة العربية السعودية هي أيام مشرقة بالعزة والمجد والنجاح والفلاح، بمشيئة الله. وبهذه المناسبة الكريمة الغالية على القلوب نستذكر تلك الأيام المجيدة التي كان فيها توحيد البلاد والعباد في هذه البلاد المباركة قبل تسعين عاماً، وتستعيد تلك الأحداث التي ظلت شاهدة على مسيرة عطاء وإخلاص وعمل مثمر في سبيل الله والحق والعدل والإنسانية. ويسرني ويشرفني هنا أن أرفع إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أسمى التهاني وأجمل التبريكات، بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة، والتهاني الطيبة موصولة إلى مقام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي الشقيق كافة، سائلاً الله تعالى أن يعيدها على الجميع بالخير والبركة والمجد والسؤدد ووحدة القلوب وزوال الكروب، وأن يُحقّق على أيدي هذه القيادة الحكيمة المستنيرة كل ما تصبو إليه المملكة وشعبها الوفي من تقدم ونماءٍ وازدهار، مُقَدّرين كل ما تحقق ومتَطلّعين إلى المزيد من العمل والعطاء والإنجاز، لتظل المملكة الشقيقة دولة راسخة الأركان متينة البنيان كما أرادها الملك المؤسس، وملوكها المخلصين الأوفياء الذين توالوا على مقاليد الحكم من بعده كابراً عن كابر، وها نحن في هذه الأيام المباركة نعيش، بفضل الله وتوفيقه، عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز الزاهر، وهو يواصل العطاء ويُعلي البناء ويعزز الأسس ويقيم العدل ويحفظ كرامة الإنسان ويساند الشقيق والصديق ويقهر العدو ويرد كيد الحاقدين. إن المنجزات التي تحققت في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين – أعزّ الله ملكه – لجديرة بأن تذكر بكثير من الشكر والعرفان والإكبار للملك الباني المعزز ولولي عهده الأمين، وهما يواصلان المسيرة، وسط أمواج عاتية من التطرف والإرهاب والعدوان وتحديات كبيرة من التآمر الخارجي والفتن المصنوعة والأحقاد المكشوفة، وفي ظل تطلعات واسعة وآمال ممتدة لشعب لا يعرف إلاّ العطاء والإخلاص لقيادة حكيمة لم تَدّخر جهداً إلاّ وبذلته في سبيل إعلاء راية المملكة، وتعزيز دورها الحضاري والإنساني الكبير لتظل في طليعة الدول والأمم والشعوب، خدمة لدين الله، وللشعب الكريم، وعلى رأس مسيرة الأمة العربية والإسلامية في كل ما تصبو إليه من أهداف نبيلة وإنسانية ونهضوية، بِهمةٍ لا تَفْتُر وعزمٍ لا يكلّ، وإرادة حرّة، وقلوب مؤمنة بحق هذا الشعب وهذه الأمة في أن يكون لهما مكان عزيز ومقام رفيع في القرن الحادي والعشرين، لتبقى راية التوحيد عالية، وتظل هذه المملكة عزيزة كريمةً تزهو عطاءً وفضلاً ونماءً وسخاء. وكل عام وقيادة هذه المملكة العزيزة وشعبها الكريم بألف خير. * سفير مملكة البحرين حمود بن عبدالله آل خليفة *