تمر علينا ذكرى اليوم الوطني فنستشعر بفخر قصص الملاحم التي لا تمل تحكيها الجدات للأجيال. ففي صباح يوم رأت والدتي صورة الملك عبدالعزيز لتبدأ بسرد بطولات المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. فنحن نعيش بفضل من الله عصر الأمجاد في الدولة السعودية منذ عهد المؤسس بعد ان صاح المنادي الحكم لله ثم لعبدالعزيز. ليتغنى الشعراء فرحا واحتفالا بعبدالعزيز بن سعود وليحتفل مع شعبه الوفي في فتح الرياض برقصة النصر في فناء بيت المصمك لتخضع له نجد وكل الجزيرة العربية: نجد شامت لبوتركي وأخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها لا بكت نجد العذية تهل دموعنا بالهنادي قاصرين شوارب قومها فانظروا الى السعودية العظمى الان وقبل ثمانون عاما كيف تحولت الصحراء القاحلة التي قال عنها انتوني ناتنج (بدأ ابن سعود حياته بين قوم خلفتهم الحضارة) حيث كانت تسود الجزيرة العصبية القبلية والتناحر والجهل والامية في كل شيء لتصبح الان دولة عظمى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تهابها الدول وتحسب لها ألف حساب. إن اليوم الوطني من أهم المناسبات التي تحتفل بها الدولة والمواطن تعبيرا عن ضرورة الاحتفاظ بالوحدة الوطنية والسلام والتآخي بين أفراد المجتمع ونحن نحتفي بهذا العرس الملحمي والتاريخي فخرا وتباهيا بوطن وقيادة ونسترجع ملاحم وبطولات وقرارات غيرت مجرى التاريخ. إنها ملحمة مليئة بالكفاح والصبر والنضال خاضها المؤسس من شبابه وحتى مماته وهو يحمل راية التوحيد ليكمل بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وصولا للعصر الذهبي الذي نعيشه للدولة السعودية فمن إنجازات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: إطلاق مشروع نيوم وضع حجر الأساس لأكبر مشروع ترفيهي في الشرق الأوسط القدية، تأسيس كيان البحر الأحمر، إطلاق رؤية 2030 والتي من أهم استراتيجياتها الاعتماد على مصادر بديلة غير النفط والاستثمار في الشباب وتمكين المرأة، إطلاق حملة غير مسبوقة على الفساد، حسن أوضاع المرأة فنالت حقوقها المدنية والاجتماعية وتبوأت أعلى المناصب القيادية في السياسة والاقتصاد والتعليم. اليوم الوطني المجيد له أهمية كبيرة وهي ان نستذكر مع اطفالنا كافة الإنجازات والتضحيات التي قام بها المؤسس ومن بعده أبناؤه وصولا لعصر الانجازات عهد الملك سلمان فيجب علينا ان نغرس في نفوس ابنائنا حب الوطن ونزرع فيهم الفخر بالقيم والمبادئ العربية والإسلامية وان نأخذ من الحضارة اللب وليس قشورها ونسير مع اجيالنا بخطى واثقة ومتزنة ونلفت انتباههم على أهمية الوحدة الوطنية والتآخي والالتفات حول القيادة ووحدة الصف هي الاهم. فلنبهر العالم ونحث ونحفز أطفالنا وأنفسنا على حب العلم والابتكار ولنرفع علم المملكة عاليا بوسط المحافل الدولية. فاليوم الوطني هو تضحية بكل غالٍ ونفيس ووفاء وبناء الوطن ليحتل الصدارة بين الأمم.