الوطن هو الحليب الخارج من ثدي الأرض، كلمة وطن تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي تستوجب الوقوف عندها، فحبه حب فطر الإنسان عليه وغريزة متأصلة في النفس، ولم يكتسبه اكتساب هو تلك الأرض التي ولد فيها وترعرع فيها، هو الأهل والأصدقاء والأحبة. هو الخيمة الكبيرة التي يستظل الجميع بظلها، هو الماضي والحاضر والمستقبل. علاقة الوطن بالفرد تشبه إلى حد كبير علاقة الأم برضيعها فهي ترضعه الحب والحنان والاهتمام، تعطيه كل ما تملك ولا تبخل عليه بروحها، تكبره وتربيه وتحميه من جميع المخاطر التي من الممكن أن تواجهه حتى يكبر ويقف على رجليه ليرد لها ببره بها ما قدمته له في صغره، وكذلك هو الوطن أيضا. من واجبنا عليه أولا الانتماء له، من أهم مضامين الانتماء الوطني هو الاعتزاز والفخر بالانتساب لهذا الوطن ولجميع ما يحتويه من طبيعة وجغرافيا، ويقف على رأس أولويات المواطنة طاعة ولي الأمر فهو الأساس لتحقيق هذا الانتماء الوطني بعد حب الله وطاعته؛ فطاعة ولي الأمر لها الأثر الأكبر الذي يساعد على تماسك هذا المجتمع ويحافظ على وحدته الوطنية. كما أن للانتماء أهمية بالغة في ترجمة حبنا لوطننا أيضا؛ وهو ما يوجب علينا الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة سواء كان ذلك الدفاع بالقول ودحض كل الأراجيف أو الافتراءات ضده؛ أو الدفاع عن الوطن بالفعل والوقوف في وجه كل من يهدد أمنه وأمانه ويحاول المساس به من قريب أو بعيد. كما أن من أهم واجباتنا تجاهه احترام النظام والتعليمات؛ فهذا سلوك واجب على الجميع وهو من المسلمات التي لا نقاش فيها، كما علينا أن نلتزم بكل ما يصدر من توجيهات اقتضت المصلحة الوطنية اتبعاها، ففي ذلك دعم لوطننا واستقرارنا، كما أنه يصب في مصلحة كل المواطنين، فالأنظمة تكفل الحقوق، وتحفظها من كل ضياع، وهي التي تُنظم غايات الناس، وأهدافهم في هذه الحياة، وتُبيّن للمواطن الصواب من الخطأ وفرض العقوبة على من يخالفها. ولأنه يوفر لنا كل سبل الحياة الكريمة فالواجب علينا تجاهه أن نمتثل لكل أمر يخدم هذا الوطن؛ وأن نعمل بإخلاص ونقدم له الولاء من خلال إعماره وتطويره بكل ما نستطيع ونجعله يزدهر اقتصاديا وعلميا وثقافيا، حب الوطن لا يحتاج لمزايدة ولا مساومة أفعالنا فقط هي من تشير لحبنا له، فحفظ الله قيادتنا ووطننا، ودام عزك يا وطن.