أجرى مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف الأربعاء مباحثات مع قيادة حركة حماس بشأن تطورات الأوضاع في غزة وتفاهمات التهدئة مع إسرائيل. وصرح الناطق باسم حماس عبداللطيف القانوع، للصحفيين بأن مباحثات ميلادينوف مع قيادة الحركة تناولت جهود الأممالمتحدة للتخفيف من أزمات القطاع المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما. وأكد القانوع على مسؤولية الأممالمتحدة في الضغط على إسرائيل للمضي قدما في تنفيذ المشاريع الإنسانية وإنهاء معاناة زهاء مليوني نسمة يقطنون القطاع. وجاءت زيارة المبعوث الأممي عقب إطلاق فصائل فلسطينية في غزة الثلاثاء قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل التي ردت بشن سلسلة غارات لم تسفر عن وقوع إصابات. كما تأتي الزيارة بعد أيام من إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عن جهود مصرية للتوسط في صفقة لتبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل. ورد جيش الاحتلال على قذائف حماس بسلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي فجر الأربعاء استهدفت مواقع وأهداف تابعة لحماس، حسب مصدر أمني فلسطيني وشهود عيان. وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية إن الطيران استهدف بعدة صواريخ موقع عسقلان التابع لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة بمنشأته والمنازل القريبة. كما أغارت الطائرات في وقت لاحق على موقع آخر غرب دير البلح وسط قطاع غزة، وموقع ثالث غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع، مما أدى لاندلاع حريق في المكان. وسمع دوي عدة انفجارات ناجمة عن القصف من شمال القطاع إلى جنوبه. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن طائرات ومروحيات أغارت على عشرة أهداف تابعة لحماس، ردا على إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال المتحدث في بيان إن الغارات استهدفت مصنعا لانتاج وسائل قتالية ومتفجرات بالإضافة الى مجمع عسكري تستخدمه حماس للتدريب والتجارب الصاروخية. وقال البيان إن الجيش ينظر بخطورة بالغة للهجمات الصاروخية ضد إسرائيل، محملا حركة حماس المسؤولية عن ما يجري من تصعيد، مشيرا إلى أنه "سيتحرك وفق الحاجة في مواجهة المحاولات للمساس بمواطني إسرائيل وسيادتها". وذكر شهود عيان أن النشطاء الفلسطينيين ردوا على الطيران المغير بإطلاق النار من مضادات أرضية، كما أطلقوا عدة صواريخ محلية الصنع على بلدة سديروت جنوب إسرائيل. وقالت مصادر شرطية إسرائيلية إن القبة الحديدية اعترضت عدد من الصواريخ وإن عددا آخر سقط في مناطق مفتوحة. وأوضح مصدر أمني فلسطيني أن الفصائل العسكرية في قطاع غزة تواصل التمسك بمعادلة "القصف بالقصف" حتى في ظل اتفاق التهدئة الهش المبرم بينها وبين إسرائيل بوساطة دولية. وأعلن الجيش الإسرائيلي ومصادر فلسطينية مساء الثلاثاء إطلاق صاروخين من غزة على جنوب إسرائيل. وقال الجيش في بيان إن منظومة "القبة الحديدة" اعترضت أحد الصاروخين فيما سقط الآخر في بلدة سديروت. وأعلنت سلطة الإنقاذ والطوارئ في جنوب إسرائيل في بيان إصابة عشرة إسرائيليين بجروح جراء إطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أن الشظايا ألحقت أضرارا بعدة متاجر في مركز تجاري في البلدة. وشهد الشهر الماضي توترا بين الجانبين جراء إطلاق بالونات حارقة ومتفجرة، وقصف الجيش الإسرائيلي أهدافا تتبع لحماس مترافقة مع خطوات عقابية ضد القطاع، وإطلاق صواريخ من غزة تجاه إسرائيل، قبل ان يتم التوصل إلى تفاهم لاحتواء التصعيد.