حضّ وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة لقبرص السبت، تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير التوتّر في شرق البحر المتوسّط، داعياً جميع الأطراف إلى دعم السبل الدبلوماسيّة. ونشرت تركيا التي تبحث عن احتياطات الغاز والنفط في مياه تطالب بها اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، سفينة استكشافيّة الشهر الماضي مدعومة بفرقاطات عسكريّة. وردّت اليونان بإجراء تدريبات عسكريّة بحريّة. وقال بومبيو للصحافيّين في نيقوسيا بعد اجتماع مع رئيس جمهوريّة قبرص نيكوس أناستاسيادس ووزير الخارجيّة نيكوس خريستودوليدس: «مازلنا نشعر بقلق عميق إزاء عمليّات تركيا المستمرّة في شرق المتوسّط». وأضاف، «التوتّرات العسكريّة المتزايدة لا تساعد أحداً سوى الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في دول حلف الناتو». وقال، إنّ الشراكة الإقليميّة «ضروريّة للغاية لأمن الطاقة الدائم». وشدّد بومبيو على أنّ «دول المنطقة بحاجة إلى حلّ الخلافات، بما في ذلك تلك المتعلّقة بالأمن وموارد الطاقة والقضايا البحريّة، دبلوماسيّاً وسلميّاً». وأفاد بومبيو الخميس بأنّ زيارته لقبرص تأتي استكمالاً لاتّصالات أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره التركي رجب طيّب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس. وقال بومبيو، «نأمل بأن يكون هناك حوار حقيقي ونأمل في سحب العتاد العسكري». ورحّب أناستاسيادس من جهته ب»الموقف الحازم للولايات المتحدة بشأن إدانة عمليّات التنقيب التركيّة غير القانونيّة داخل المنطقة الاقتصاديّة الخالصة (القبرصيّة)». وقال إنّ زيارة بومبيو التي تأتي «في وقتٍ تحدث فيه تطوّرات حاسمة في شرق البحر المتوسّط بسبب الإجراءات غير القانونيّة لتركيا» تُظهر «اهتمام الولاياتالمتحدة الصادق بالحفاظ على الاستقرار في منطقتنا». وأضاف أنّه يتعيَّن إنهاء «الأنشطة غير القانونيّة لتركيا على الفور»، مشيرًا إلى أنّه أكّد دعم قبرص لحلّ النزاعات في شرق البحر المتوسّط عبر الحوار. وأتت زيارة بومبيو لنيقوسيا بعدما أعلنت الولايات المتّحدة أنّها رفعت جزئياً ولمدة عام واحد الحظر الذي تفرضه منذ أكثر من ثلاثين عاما على بيع قبرص معدات عسكرية «غير قاتلة»، ما أثار غضب أنقرة. ويدور خلاف بين تركيا واليونان وقبرص حول موارد النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع أكثر حدة. وتصاعد الخلاف في 10 أغسطس حين أرسلت تركيا سفينة لاستكشاف الغاز الطبيعي وسفنا حربية إلى المساحات المائية التي تطالب بها اليونان وتعتبرها أنقرة تابعة لها. وندّدت قبرص السبت بإعلان تركيا إجراء مناورة بحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل الجزيرة الشمالي، معتبرةً أنّ هذه المناورات «غير قانونية» و»تنتهك» سيادتها في ظل تصاعد التوتر في البحر المتوسط. وكانت تركيا قد أعلنت الجمعة في رسالة عبر «نافتكس» نظام التلكس الملاحي البحري الدولي أنها ستجري مناورة بحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل صدر أعظم كوي في شمال قبرص بين السبت والاثنين. ورد المركز المشترك لتنسيق عمليات الإنقاذ التابع لوزارة الدفاع القبرصية، على نافتكس بأن التدريبات التركية «غير قانونية» و»تنتهك سيادة جمهورية قبرص». واحتلت تركيا الشطر الشمالي من قبرص عام 1974 ردا على انقلاب سعى إلى توحيد الجزيرة مع اليونان. وتسيطر جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، على ثلثي أراضي الجزيرة. ويأتي إعلان أنقرة بعدما حذر زعماء دول جنوب أوروبا الخميس من أنهم مستعدون لدعم عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على تركيا في حال لم تتوقف انقرة عن سياسة «المواجهة» في المنطقة وتهرّبت من الحوار.