تحت ظل إجراءات مشددة واحترازات صحية عالية المستوى وتباعد جسدي في القاعات بسبب وباء كورونا، أقيم مهرجان البندقية السينمائي الدولي في مدينة فينسيا بإيطاليا في دورته "77" ليستمر حتى "12" من سبتمبر الجاري ليقدم "49" فيلماً من خمسين دولة، مترئسة لجنة المسابقة الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، حيث يعتبر من أقدم المهرجانات السينمائية العالمية وأكثرها شهرة على الإطلاق، ويقام كل عام في آخر شهر أغسطس وأول شهر سبتمبر، ومن أهم جوائزه الرئيسة الأسد الذهبي "Leone d'Oro" لأفضل فيلم يعرض في المسابقة الرئيسة ويعتبر نيلها هو الخطوة الأكثر حظاً لنيل الجوائز المهمة في المهرجانات الأخرى وعلى رأسها جوائز الأوسكار والتي كانت من نصيب فيلم Joker في الدورة 76 للعام الماضي، وكذلك جائزة كأس فولبي "Coppa Volpi" (مؤسس المهرجان) لأفضل ممثل وممثلة والتي فاز بها كل من الممثل الإيطالي لوكا مارينيلي والممثلة الفرنسية أريان اسكاريد في نفس الدورة السابقة. وقد بدأت الدورة الحالية بنيل الممثلة تيلدا سوينتون جائزة الأسد الذهبي التكريمي امتناناً لمجمل أعمالها والإنجازات المحققة في مسيرتها الفنية، ومن ثم البدء في عرض الأفلام المتنافسة بالمسابقة الرئيسة والتي يبلغ عددها في الأساس 21 فيلماً لكن تم تخفيضها هذا العام بسبب تداعيات جائحة كورونا لتصبح 18 فيلماً من أهمها فيلم "Nomadland" وسوف يتم عرضه بتاريخ 11 سبتمبر، ويمثل الولاياتالمتحدة الأميركية وأحد أكثر الأفلام المنتظرة في السينما الأميركية المستقلة ويعتبر الفيلم الثالث للمخرجة الصينية (كلوي تشاو) ومن إنتاج وبطولة الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار( فرانسيس ماكدورماند)، والذي تتم مشاركته مع عدة مهرجانات دولية أخرى. بالإضافة إلى فيلم "The Best Is Yet to Come" من إنتاج (جيا زانغكي) أحد رواد السينما الصينية. ويتم عرض الأفلام في ثلاث صالات رئيسة حسب البرنامج المعد ليكون 49 فيلماً بدلاً من 62 فيلماً مزمعاً عرضها عرضاً أول من شتى البلدان، وكذلك عرض ثلاثة أفلام قصيرة تعرض كعرض أول أيضاً، ويتضمن المهرجان عرض خمسة أفلام عالمية لجميع الحضور. ويتخلل المهرجان مجموعة من الجوائز منها جائزة أفضل مخرج في المسابقة الرسمية وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة لجنة التحكيم وكذلك جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثل صاعد. وفيما يخص الجوائز الأخرى فمن أهمها مسابقة آفاق والتي حصد بها الممثل التونسي الأصل فرنسي الجنسية (سامي بوعجيلة) جائزة أفضل ممثل في الدورة السابقة. بالإضافة إلى جوائز أفلام الواقع الافتراضي والتي تم اعتمادها لتكون من ضمن الأفلام التي سوف يتم منحها جوائز بعد عرضها على الإنترنت وعلى رأسها جائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو وكذلك أفضل محتوى تفاعلي. وكانت الأفلام "18" التي تمت الموافقة على عرضها في المنافسة الرئيسة كما يلي: "بين الموت": هلال بيدروف (أذربيجان / المكسيك / الولاياتالمتحدة الأميركية)، "راهبات ماكالوسو": إيما دانتي (إيطاليا)، "العالم الذي سيأتي": منى فاستفولد (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، "نويفو أوردين": ميشيل فرانكو (المكسيك / فرنسا)، "العشاق": نيكول جارسيا (فرنسا)، "ليلى في حيفا": عاموس جيتاي (فرنسا)، "الرفاق الأعزاء": أندريه كونشالوفسكي (روسيا)، "زوجة جاسوس": كيوشي كوروساوا (اليابان)، "أطفال الشمس": ماجد مجيدي (إيران)، "قطع لامرأة": كورنيل موندروتشو (كندا/المجر)، "الآنسة ماركس": سوزانا نيكشياريلي (إيطاليا / بلجيكا)، "بادري نوسترو": كلاوديو نوس (إيطاليا)، نوتورنو: جيانفرانكو روزي (إيطاليا / فرنسا / ألمانيا)، "لن تتساقط الثلوج مرة أخرى أبدًا": مالغورزاتا سزوموفسكا، ميكائيل إنجليرت (بولندا / ألمانيا)، "التلميذ": شيتانيا تامهان (الهند)، "وغدا العالم بأسره": جوليا فون هاينز (ألمانيا / فرنسا)، "كوو فاديس عايدة": ياسميلا زبانيك (البوسنة والهرسك / النمسا / رومانيا / هولندا / ألمانيا / بولندا / فرنسا / النرويج)، "نومادلاند": كلوي تشاو (الولاياتالمتحدة الأميركية). هذه التظاهرة العالمية للفن المعاصر وعالم صناعة المحتوى السينمائي، غاب الفن الخليجي في منافستها وعضوية لجان التحكيم، وفوت فرصة لتعريف العالم أجمع بما يزخر به الخليج من أدب وتاريخ وفن رفيع.