نجحت الهيئة الملكية للجبيل وينبع في رحلتها الطويلة نحو التحول إلى اقتصاد إنتاجي متجدد مستدام شاسع بعيداً عن الاقتصاد التقليدي لتقلب المشهد الصناعي حيث إن التحول المستدام الذي يتشبث العالم بمحاولة تطبيق أسسه ومفاهيمه مع الجهود الاستثنائية الرحبة لتمهيد الطريق للشراكات الجديدة القوية طويلة الأجل، محققة نموذجاً من التكافل الاقتصادي بالجودة المستدامة وفق مشروع التحول الوطني 2020 الذي أنجز، والرؤية السديدة 2030. وهذا ما تفخر به بالفعل الهيئة الملكية للجبيل وينبع بتحقيق أحد أهم مواثيق التحول الوطني 2020، المرتبطة بشكل رئيس بالرؤية المستدامة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي نص منها بقرار الحكومة الجريء بتعظيم الاقتصاد غير النفطي وتضييق الفجوة على صادرات النفط الخام كمورد رئيس للدخل وحصرها عند 50 % بحلول 2030، وبالتركيز الأعظم على تنمية القطاعات القائم على تنمية الإيرادات غير النفطية برفع قيمتها بنسبة 224 % لتصل إلى 530 مليار ريال في 2020، ورفع عدد المنتجات الصناعية الأساسية والتحويلية ذات القيمة المضافة من 432 منتجاً إلى 516 منتجاً، وزيادة إجمالي ناتج الصناعات الكيميائية والتحويلية من 252 مليون طن إلى 309 مليون طن، ورفع حجم استثمارات القطاع الخاص البالغة 681 مليار ريال إلى 1.065 تريليون ريال بحلول 2020. في حين كان محللو العالم قبل ثلاث سنوات يرون أن مهمة الهيئة الملكية تبدو صعبة لبلوغ تلك الأرقام المخطط إنجازها في 2020. إلا أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع أخذت التحدي وعلى محمل الجد والكد، لتقلب المشهد الصناعي حيث تركز نجاح الهيئة الملكية في إنجاز أهم أهدف التحول الوطني 2020 المتضمن "زيادة إجمالي نتاج الصناعات الكيميائية والتحويلية من 252 مليون طن إلى 309 ملايين طن"، في وقت بلغ إنتاج الشركات والمصانع في مدن الهيئة الملكية رقم قريب جداً لرقم التحول حيث بلغ إنتاج أكثر من 281 مليون طن سنوياً، وسوف يتجاوز رقم التحول بأكثر من 300 ألف طن متري سنوياً من المنتجات الكيميائية والبترولية ومشتقاتهما بحلول نهاية 2020. وارتفعت الطاقة التكرير في مدينة الجبيل الصناعية لوحدها حوالي مليون برميل يومياً يذهب معظمها لمصفاتي أرامكو توتال بالجبيل "ساتورب" ومصفاة أرامكو الجبيل "ساجرف"، ومشروعات أخرى بينما تتلقى شركة صدارة بعض الخام كونها تتخصص بالكيميائيات البترولية المتخصصة التي تنتج لأول مرة في المنطقة، والتي ستدعم في الأساس مجمع الصناعات البلاستيكية والكيميائية "بلاسكم" الذي سيحقق طموحات المملكة بوصول إنتاجنا إلى المستهلك النهائي. هذا بخلاف مشروعات جازان الجاري تدشينها قريباً، وتضيف ثلاثة ملايين طن من الكيميائيات و400 ألف برميل من تكرير النفط الخام، فضلاً عن بدء إنتاج عدة شركات منها مصفاة جازان بكامل ملكية شركة أرامكو وتنتج 210 ألف برميل في اليوم من الديزل منخفض الكبريت، و71,4 ألف برميل في اليوم من بنزين 91 و95، و48,5 ألف برميل في اليوم من زيت الوقود عالي الكبريت، و6,7 ألف برميل في اليوم من غاز البترول المسال، ومن المتوقع أن ترفع مصفاة جازان إجمالي طاقة التكرير المحلية في المملكة إلى حوالي 3.3 ملايين برميل في اليوم. وهذا التنوع الصناعي في المنتجات البتروكيميائية والبترولية والمعدنية ومشتقاتها الشاسعة يتحقق الآن بشكل مذهل في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورأس الخير وجازان، معلنة الهيئة الملكية بذلك إنجاز أهم المشروعات الاستراتيجية في مشروع التحول الوطني 2020 في شقي الطاقة الإنتاجية حوالي 300 مليون. وفي شق الاستثمارات بتجاوز تريليون ريال. والمملكة العربية السعودية اكتست منتجاتها أهم الأسواق العالمية المالية النشطة وبدت غالبية السيارات في الولاياتالمتحدة تعمل بالبطاريات من صنع السعودية التي شوهدت عن كثب وتعتمد الولاياتالمتحدة على البطاريات السعودية لجودتها وسعرها المقبول، وبهذا الإنجاز الرائع تحقق المملكة مفهوم التنوع الاقتصادي الذي يتضمن تنويع هيكل الإنتاج وخلق قطاعات جديدة مولدة بحيث ينخفض الاعتماد الكلي على إيرادات القطاع الرئيس في الاقتصاد إذ ستؤدي هذه العملة إلى فتح مجالات جديدة ذات قيمة عنوانها شغف الابتكار لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي في ظل العالم المضطرب في الظروف الراهنة. وهناك إنجاز آخر يتحقق قبل 2020 في توجهات جديدة غير مسبوقة تهندس التكنولوجيا الرقمية التي تربط كافة المنشآت في بوتقة واحدة، مستهدفة تعزيز التنويع الاقتصادي في المنطقة التي تبدو على أعتاب مرحلة جديدة، لا سيما مع معدلات النمو المرتفعة التي يشهدها قطاع النفط والغاز والتكرير والكيميائيات والمعالجة والتسويق. إلا إن عملاق الكيميائيات في العالم "سابك تخضع لتوسعات شركات "سابك" العملاقة بالجبيل الصناعية وهي ثالث أكبر شركة للكيميائيات في العالم بطاقة تفوق 70 مليون طن سنوياً، تنفذ توسعات في عديد المشروعات منها التوسعة في إنتاج جلايكولات الإيثيلين في شركة المتحدة، ومشروعات متعددة في شركة كيميا، وببتروكيمياء، وصدف، وسافكو، وابن البيطار، والرزاي وحديد وشرق وغيرها الكثير من الشركات الأخرى سيتم تدشينها بنهاية 2020، وغيرها تدشن في أوقات لاحقة غير بعيدة عن 2020 والتي سوف تضيف لسابك قوة ومتانة في حجم الطاقات الإنتاجية المتنوعة التي تتجاوز 70 مليون طن متري سنوياً، معززة مكانة "سابك" كأكبر منتج للمنتجات المبتكرة المتخصصة في العالم، كما امتدت الشركة في ستة مراكز عالمية للصين قبل أكثر من عقد من الزمان. يشكل ربط مكامن الخام من المعادن في شمال المملكة قوة في الخدمات اللوجستية