«اعتزل ما يؤذيك، وعليك بالخليل الصالح وقلما تجده، وشاور في أمرك الذين يخافون الله»، سيدنا عمر قال: «اعتزل ما يؤذيك» ولم يقل: «تحمل ما يؤذيك» لأن استمرارك وبقاءك مع شخص يتسبب بأذى لك ليس له إلا معنى واحد فقط (أنك شخص تقلل من قيمة نفسك) فنحن لم نأت على هذه الدنيا من أجل أن نجامل ونضغط على أنفسنا من أجل أي شخص. مقولة لا تحتاج إلى تفسير، تمعن جيداً في حياتك وفي علاقاتك وإن كانت نسبة تعاستك في تلك العلاقة تغلب نسبة سعادتك اعتزلها على الفور، ابتعد ولا تلتفت وراءك. ابتعد عن كل ما يؤذيك. عن كل ما يتعب روحك ويرهقها فلن تستطيع إرضاء أحد أبداً ولن يرضى عنك أحد مهما حاولت، يكفي أنك عن نفسك راضٍ.. اعتزل ما يؤذيك حتى لو كنت تعتقد أن هذا القرار فيه خسارة لك، فقد تكون أنت الرابح في النهاية وتقطف ثمار النصر، اعتزل ما يؤذيك حتى لا يأتي يوم وتندم فيه وتتحسر على حياتك وما فاتك، فالقليل من العزلة الإيجابية حياة وتجديد وطاقة، فالعزلة الجزئية تكون أحياناً أرضاً خصبة لتحفيز التحول الذاتي الإيجابي، وتنمي القدرة على الاعتماد على النفس وعدم الانصياع لأحد. فرصة كبيرة لتفهم نفسك أولاً، وتفهم احتياجاتك وقدراتك بعيداً عن تأثير الآخرين وأذاهم. لا تتأثّر بالأشخاص المؤذين من حولك مهما بلغت قوّتهم أو مدى حضورهم في تفاصيل يومك، بل حصّن واشغل نفسك بالتفكير الإيجابي وتأكّد أنّك أنت من تقرّر ما ترغب في الشعور به، وهذا يعني أنّ لا أحد قادر على التأثير عليك في حال لم ترغب في أن يكون له هذا التأثير.