أكد خبراء اقتصاديون ل»الرياض»، اتجاه أسعار النفط للتصاعد، متوقعين صعود الأسعار لأكثر من 50 دولارا للبريل مع نهاية العام، ملمحين الى الشكوك الكبيرة حول طبيعة ما سيكون عليه الاقتصاد العالمي واحتمالات موجة جديدة من جائحة كورورنا، لافتين في الوقت نفسه ان الاسواق تشهد تحسنا ملحوظا من خلال سحب المخزون الطلب العالمي الصيني الذي وصل الى مستوياته قبل الجائحة. فيما امتدحت بلومبيرج وزير النفط الامير عبدالعزيز بن سلمان، حيث قالت: نجح الأمير السعودي فيما فشل فيه الآخرون «لقد حقق الأمير عبدالعزيز بن سلمان الذي يدير السياسة النفطية للمملكة شيئًا لم يفعله سلفه مطلقًا: وهو التخلص من الغش في حصص أوبك+». وقال الخبير النفطي د. محمد الصبان، ان سوق النفط العالمية تشهد تحسنا تدريجيا في الاسعار في جانب العرض، لافتا الى ان تحالف اوبك+ اثبت من خلال اتفاقه التاريخي انه على قدر المسؤولية وقيادة المملكة لهذا التحالف مشهودا له عالميا وذلك بسبب التركيز على قراءة واضحة للأسواق والمتغيرات وبناء استراتيجية التحالف على ذلك، وبطبيعة الحال في الماضي كان هناك نوعا عدم الالتزام بين دول اوبك وبعض المتحالفين معها ولكن في ظل الازمة الحالية وفي ظل القيادة المملكة تم التشديد على الالتزام بالحصص وتعويض ما لم يتم الالتزام به في الفترة الماضية، هو مثال يحتذى في مثل هذه التحالفات، اذ لايمكن ان يكون هناك راكباً مجانياً ولابد من الجميع وفق حصصهم الانتاجية ان يتحملوا نصيبهم العادل، مؤكدا ان الاغلبية ملتزمة والذين لم يلتزموا بتخفيض حصصهم الانتاجية العادلة وعدوا بتعويض النقص في فترة عدم التزامهم بالتخفيض، لذلك نشهد تعهدا من قبل العراق ونيجيريا وانغولا وكازاخستان الذين لم يلتزموا في شهري يونيو ويوليو، ومنتظرون تحالف الاوبك المتفائل حيث لن يكون هناك التزام 100% انما مع التعويض القادم من قبل هذه الدولة الغير ملتزمة سيكون هناك التزام أكثر من 100% في الاشهر المقبلة. أما بالنسبة من جانب الطلب بحسب الصبان، فإنه بالرغم من الشكوك الكبيرة حول طبيعة ما سيكون عليه الاقتصاد العالمي واحتمالات موجة جديدة من جائحة كورونا الا ان الاسواق تشهد تحسنا ملحوظا من خلال سحب المخزون الطلب العالمي الصيني الذي وصل الى مستوياته قبل الجائحة، والصين اول دولة رفعت الحظر الكامل عن جميع مؤسساتها الاقتصادية ولذلك كانت هي الاسرع في العودة الى معدلات الطلب العالمي على النفط فيها الى مستويات ماقبل الجائحة، وطبيعة الحال الولاياتالمتحدةالامريكية برغم من تزايد حالات كورونا الا ان الطلب المحلي الامريكي بدء في التحسن التدريجي نتيجة لتحسن الاقتصاد الامريكي وإن كان الاحتياطي الفيدرالي الامريكي قد رسم صورة غير متفائلة للاقتصاد الامريكي بصفة خاصة حيث بنأ افتراضاته على أن الموجة الثانية من جائحة كورونا ستعم الولاياتالمتحدة وهذا افتراض قد يتم او قد لايتم، وقال ايضا « من كان يتصور ان اسعار النفط ستتضاعف ثلاثة مرات في اقل من 16 دولار للبرميل الى حدود 45 دولار للبرميل وان انخفضت قليلاً خلال الايام الماضية، فيما ونلاحظ ان اسعار النفط في اتجاه متصاعد وهذا يطمئن ان الاوضاع في الفترة المقبلة ستتجه للأفضل ولانستغرب ان تكون الاسعار نهاية العام تكون اعلى من 50 دولار للبرميل». وعاد وأكد أن الحزم بالنسبة للمعروض حزم تحالف اوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية أدى الى تحسن تدريجي في الطلب وحجم التيسير الكمي التي تم ضخها في اقتصادات العالم خاصة الدول الصناعية الكبرى التي تزيد عن 10 تريليون دولار، تساهم في انتعاش تدريجي للطلب على النفط في الفترة المقبلة. بالمقابل أشار الخبير النفطي سداد الحسيني، نائب الرئيس التنفيذي الأول للاستكشاف والإنتاج بشركة ارامكو سابقا، ان استهلاك النفط في الأسواق العالمية ارتفع الى 93.4 مليون برميل يوميا خلال شهر يوليو الماضي، بينما لم يتجاوز الإنتاج حاجز 88.7 مليون برميل يوميا، وذلك على خلفية قرار دول أوبك+ على خفض الإنتاج لمواجهة التراجع الكبير في الأسعار، مشيرا الى ان المملكة ساهمت كثيرا في التوصل الى الاتفاق مع الدول من خارجها أوبك، متوقعا انتعاش أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة، نظرا لوجود التزام لدى الدول المنتجة للنفط « أوبك + «، مرجحا وصول سعر البرميل الى 50 دولارا مع نهاية السنة. وأكد الخبير الاقتصادي د. تيسير الخنيزي، وجود إشارات مشجّعة بخصوص تعافي الطلب على النفط في الأسواق العالمية، مشيرا الى عامل عودة الاقتصاد العالمي بشكل تدريج بعد اغلاقه لمدة تجاوزت ثلاثة اشهر نتيجة جائحة كورونا، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود التي بذلتها المملكة للتوصل الى اتفاق بخفض الإنتاج لوقف تدهور الأسعار، لافتا الى ان تداعيات جائحة كورونا ما تزال ماثلة على الاقتصاد العالمي، بيد ان الاقتصاد بدأ يتحرر من الاثار الكارثية الي تركتها كورونا منذ نهاية عام 2019، معتبرا وصول سعر النفط لأكثر من 40 دولارا للبرميل عنصرا إيجابيا، خصوصا و ان الأسعار تهاوت لأقل من 30 دولارا خلال الربع الأول من العام الجاري، جراء اغلاق الاقتصاد العالمي بفعل جائحة كورونا، متوقعا ارتفاع الطلب على النفط خلال الربع الأخير من 2020، مما يدعم تعافي الأسعار بشكل واضح. د.م حمد الصبان د. تيسير الخنيزي