قال المشروع السعودي لتطهير اليمن من الألغام "مسام" إنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار في اليمن ما دامت ميليشيات الحوثي الإرهابية تواصل عربدتها وإجرامها، مشيرا إلى أن الألغام التي تصنعها وتزرعها في كل شبر من البلاد كفيلة بتمزيق أوصال اليمن والدفع به إلى قاع الهاوية ما لم يتم التدخل وإيقاف هذا النزيف. ولفت مشروع "مسام" في إيجاز نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت، إلى أن اليمن اليوم وللعام السادس على التوالي يغرق في بحر دماء سقت أرضه الطيبة دون أن يلوح في الأفق بصيص أمل ينهي الانقلاب الدموي الذي خلف أكبر أزمة إنسانية في العالم. وأضاف: "ما زال الوجع والألم مستمرا نتيجة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق الدولة اليمنية ومواطنيها، حيث لم تكتف بما تسببت به من انهيار معيشي وأمني بل توجهت إلى "صناعة الموت" التي أتت على الأخضر واليابس وحولت اليمن إلى مقبرة جماعية لأبنائه، وباتت رائحة الموت تفوح من كل شبر منه". وقال إن الاستخدام الواسع للألغام الأرضية في اليمن تسبب في قتل وجرح وتشويه المئات من المدنيين، عدا عن منع اليمنيين من حصاد محاصيلهم وجلب المياه النظيفة والحصول على الغذاء والرعاية الصحية وحتى الولوج إلى منازلهم مما اضطرهم إلى النزوح منها. وأوضح أن اليمنيين يعاقبون عقوبة مضاعفة بسبب الآفة الحوثية وألغامها التي ما فتئت تتلاعب بهم وبحياتهم وبأطفالهم الذين صارت أجسادهم هدفا لشياطين الموت تعبث بها وتجتثها من جذورها. وليست قصة الطفل عبدالله أحمد علي البالغ من العمر 13 ربيعا إلا نموذجا بسيطا لما تعانيه الطفولة في زمن الوباء الحوثي. إذ أجبره لغم حوثي على ملازمة الفراش، فسرق منه قدرته على التنقل والحركة بشكل طبيعي بعد أن سلبه قدمه اليمنى ويده ونور عينه وخطف منه أخاه الذي التحق بركب شهداء الألغام اللعينة. ويقوم الانقلاب الحوثي على أسلوب التخريب والدمار ولا يحمل في طياته أي بادرة للإصلاح والبناء، إذ لا يتركون خلفهم أي شيء سليم، لذلك تسعى الميليشيات بحسب "مسام" إلى الانتقام من خلال نشر الألغام التي تضطلع بمهمة القتل عوضا عنها ليس في الوقت الراهن فقط وإنما لسنوات قادمة. وأكد المشروع السعودي "مسام" أنه واجه المخطط الذي سعت ميليشيات الحوثي لفرضه على الشعب اليمني بهدف إبادته، ويواصل العاملون في المشروع جهودهم باستماتة لإنقاذ الأرواح البريئة من براثن الألغام الحوثية التي لم تستثن أحدا. مشيرا إلى ما أنجزه الفريق 21 مسام المكون من 7 نازعين وملحق طبي في مديرية المخا بساحل تعز، حيث تمكن من نزع وإتلاف أكثر من 1700 لغم و450 عبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة من 21 حقلا ومنطقة ملغومة. وقال إنه يعمل حاليا على تأمين حقل واقع في مديرية الموزع الذي يعتبر من الحقول الأكثر تأثيرا باعتباره محاذيا للمناطق السكنية وتمر عبره عديد الطرق الفرعية، وفيه دفع قائد فريق جمع القذائف المهندس علي الكلدي حياته ثمنا لعمله الإنساني الرامي لإنقاذ حياة أناس ذنبهم الوحيد أنهم وجدوا في زمن الآفة الحوثية. مؤكدا أن فريق مسام استطاع حتى اللحظة تأمين 90 % من مساحة الحقل الإجمالية من خلال نزع أكثر من 50 لغما و14 عبوة ناسفة. عاملون يتبعون مشروع مسام في منطقة المخا بساحل تعز