هناك مصطلح سياسي - اجتماعي يُطلق عليه (الفوضى الخلّاقة) ويُراد به إحداث فوضى مقصودة ومفتعله بهدف تكوين حالة اجتماعية معينة.. هذا ما يفعله النصراويون (إدارةً وإعلاماً وجماهير) فهم يُضخمون الأحداث البسيطة ويجعلون منها قضية رأي عام يسمع بها من به صمم، ويشعلون جذوة نار الفوضى في الوسط الرياضي بالصخب والجلجلة حتى يصلون لحالة يريدونها. منذ الموسم المنصرم وهم يتساءلون، من الذي نقل مباراة فريقهم إلى المجمعة علماً أن هذا القرار هو قرار نظامي، فبحسب لوائح اتحاد كرة القدم السعودي فإنه إذا تعذر خوض أي مباراة داخل المدينة لعدم توفر ملعب جاهز فإنها تُنقل لملعب آخر في أقرب مدينة، فضلاً عن أنها مباراة واحدة فقط وقد فازوا فيها ولم يتضرروا من هذا القرار، بالمقابل فرق الأهلي والاتحاد ونجران لعبوا موسماً كاملاً في ملعب الشرائع ولم ينبسوا ببنت شفة، وكذلك فريق الهلال الذي حُرم من ملعبه عنوة لإقامة مهرجان المصارعة الحرة ولم يُحدث هذه البلبلة، وبالتالي خسر خدمات عموري نجم الفريق وصانع الألعاب الماهر بسبب إصابته بالرباط الصليبي نظراً لسوء أرضية ملعب الملز حيث كان من المفترض أن تقام تلك المباراة على ملعب الجامعة ولم يُحمّل الهلاليون لجنة المسابقات أو الاتحاد السعودي المسؤولية بل عزوها للقضاء والقدر. قبلها اعترض النصراويون على عمل لجنة توثيق البطولات وهاجموها بقضهم وقضيضهم وأمعنوا في الطعن بهذه اللجنة ومنتسبيها فقط لأنهم وضعوا التاريخ كما يجب أن يكون وأعطوا كل ذي حقٍ حقه من الأندية برصد بطولاتها المُتفق عليها، فهم يريدون من اللجنة أن تدون لهم بطولات بلا تتويج وتزخرف سجلاتهم ببطولات أُقيمت في صالات مغلقة! الآن يرمون بتساؤل باطنه مجرد سؤال وظاهره من قِبَلهِ التشكيك والهمز واللمز بكل لجان الاتحاد السعودي.. من أوقف مايكون؟ وكأن مايكون عقده سارٍ ومنتظم بتدريباته بشكل طبيعي وفجأة صدر قرار بمنعه من اللعب!! إدارة نادي النصر هي المسؤولة عن عدم لعب مايكون فهي لم تتوصل لصيغة مرضية تقنع بها نادي غلطة سراي التركي لتمديد الإعارة فغادر اللاعب المملكة ثم عاد بعقد جديد وأنظمة البلد واضحة في هذا الأمر من يأتي من خارج المملكة عليه الالتزام بفترة الحجر وهذا ما طُبق على لاعب التعاون ماتشادو حيث لم يلعب مباراة الفيصلي لنفس السبب. بعد مباراة الرباعية الهلالية حمّلوا حكم اللقاء سبب الخسارة بلا سبب منطقي، فالخطأ الوحيد الذي ارتكبه الحكم هو عدم احتساب ضربة جزاء بعد احتكاك يحدث في كل لقاء وهو تماسك وتدافع اللاعبين في الركلات الركنية جميعها ورغم ذلك اتهموه بأنه من سلب نتيجة اللقاء منهم.. النصراويون يوهمون المتلقي أن ناديهم هو النادي المظلوم والمُحارب وأنه النادي الوحيد الذي يتعرض للعقوبات وأن الأندية الأخرى بمنأى عن هذه القرارات والعقوبات، وهذا غير صحيح فجميع الأندية تم إيقاع العقوبات عليها وجميعها لعبت على أرضية ملاعب سيئة وجميعها تعرضت لأخطاء تحكيمية ولم يحملوا الأمر ما لا يحتمل، ولكن النصراويين اعتادوا هذا الأسلوب من الصخب والضوضاء منذ الأزل، فهم لا يتورعون عن إلقاء التهم يمنة ويسرة في سبيل تحقيق مآربهم وهي الانفراد بالقمة عنوةً بلا منافس وعدم الرضوخ للوائح أو أنظمة والويل والثبور لمن يمسهم بعقوبات حتى وإن كانت مستحقة، وليس هذا فحسب بل لا بد من الإضرار بالهلال والإيقاع به ورميه بعيداً عن طريقهم والمنافسة، عندها فقط سيتوقفون عن هذه "الفوضى الخلاقة" التي أحدثوها عمداً.