لا شك أن من أقوى الاستثمارات والمكتسبات التي سيحققها التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا "كوفيد - 19" هو تعلم الطالب من خلال الأجهزة الإلكترونية والتي ترتبط بها أغلب ممارساته بشكل يومي إن لم تكن ملازمة له في كل أوقاته. فعملية التعلم من خلال العالم الافتراضي والتعليم عن بعد ستتيح فرصة استثمار طاقات الطلاب وإمكاناتهم وشغفهم بذلك العالم الواسع لإشباع الكثير من الجوانب المعرفية والإدراكية المهارية الموجهة والمرتبطة بكل من البحث عن المعلومة والربط والمقارنة وسعة الإطلاع والآفاق لمختلف المراحل الدراسية والعمرية. فبدلًا من أن تكون تلك التقنية مؤطرة في الجوانب السلبية ومنها إضاعة الوقت والانعزال الذي تعاني منه معظم الأسر نتيجة انغماس أبنائها في ذلك العالم الافتراضي والإدمان عليه والذي يتمخض عنه سلوكيات غير مرغوبة وضارة لدى البعض والتي أشارت فيه بعض الدراسات بأن واحد بين كل 200 مستخدم للإنترنت يعاني من الإدمان عليه. فبالإمكان الاستفادة من ذلك الشغف في إطار تفاعلي إيجابي جاذب يحقق المعادلة التي يسعى لها الجميع ألا وهو التعلم المبني على إشباع حاجات الطالب ورغباته بوسيلة محببة إليه مما يساهم في تحقيق نواتج وعوائد تعليمية متقدمة بوسائل تقنية ومواد منهجية علمية محببة ومشوقة وجاذبة بعيدة عن الأساليب التقليدية التي أصبحت لا تتواءم مع متغيرات العصر ومتطلباته ولا مع جيل تقني بكل رغباته ودوافعه ومقاييسه، ورُبَّ ضارةٍ نافعة". * مديرة إدارة إرشاد الطالبات بتعليم الرياض