الحياة الزوجية قائمة على المودة والمحبة والاحترام وهي علاقة متبادلة بين الطرفين فكلاهما له حقوق وواجبات إن وجدت وتوازنت أصبحت من أجمل العلاقات الإنسانية وتحولت من المفهوم الضيق كزوجين فقط إلى مفهوم أوسع وأشمل إلى علاقة صداقة متينة بين الطرفين. الكثير يشتكي من افتقاد العاطفة والحب مما يشكل فجوة كبيرة بين الزوجين ويبدأ كل طرف بإلقاء المشكلة على الطرف الآخر، وعندما نتعمق في العلاقة نفسها نجد أن هناك جهلاً كبيراً جداً في مفهوم العلاقة الزوجية، وعدم معرفة الفروق بين الجنسين كرجل وامرأة، وجهلاً في عدم معرفة مراحل الحياة الزوجية التي يخوضونها وأيضاً افتقاد الحوار والمناقشة الصحيحة، البعض يشتكي ويستغرب لماذا تحدث هذه المشكلات على أتفه الأسباب! لا بد أن ندرك تراكم الخلافات المستمرة والمتكررة تترك خلفها مشاعر غضب واستياء لذا عندما يحدث خلاف بسيط لا يستطيعان التحكم أو السيطرة على انفعالهما بسبب هذه المشاعر المتراكمة التي تريد أن تخرج ويصبح كل طرف يشاهد نفسه أنه على صواب. الانفصال العاطفي يبدأ بتدرج لذا سمي بالعدو الصامت من علاماته فترات الصمت تطول والابتعاد عن الحديث والرغبة في الخروج الدائم، تبدأ الأحاديث بينهما مملة فيشعر كلاهما بالنفور والرغبة في الابتعاد دون أسباب واضحة، كما أنهما يغضبان على أتفه الأمور تصبح بالنسبة لهما كارثية، ثم يتطور مع مرور الوقت إلى الانفصال الجسدي وعدم الرغبة. أهم المبادئ التي علينا إدراكها كأزواج كيفية التعبير عن المشاعر منذ البداية وعدم تراكمها وكيف نعبر عن حالة الاستياء والغضب دون انفعال مع تمسكنا في الاحترام للطرف الآخر من ضمن هذه الوسائل هي (رسالة أنا) ثلاث خطوات مهمة للتعبير عن المشاعر، الخطوة الأولى إظهار مشاعرنا الطيبة التي نكنها للطرف الآخر نخبره كم هو عزيز علينا ونحترمه ونقدره، ثانياً التحدث عن الموضوع الذي نرغب المناقشة فيه دون عتب ولوم ودون توجيه الاتهام، ثالثاً نختم حديثنا بالمشاعر الطيبة للطرف الآخر ونقدر له وقته وانشغاله ونقدر له ذلك، هنا الطرف المقابل لن يرتدي عباءة الدفاع بل سيستمع بشكل جيد ويتحاور بشكل هادئ، لماذا؟ لأننا بدأنا الحديث معه برسالة أنا المتوازنة والهادئة وابتعدنا عن الرسالة الهجومية النقادة والغاضبة. مهم أن نتعرف على الفروق بين الجنسين نتعرف على طبيعة الرجل كيف يفكر وماذا يحتاج من التقدير والتشجيع دون التوجيه المباشر بينما المرأة تحتاج إلى الإنصات والاستماع وإعطائها مساحة لذلك هي لا تحتاج فقط الحلول بل إلى أحد يستمع لها ويهتم لأمرها. تحتاج العلاقة الزوجية إلى التجديد وقطع حبل الرتابة والجمود فأوقات المتعة والبهجة ضرورية، الحياة الزوجية تمر في مراحل متعددة وجود الأبناء والظروف المادية والالتزامات وروتين العمل والحياة لذا مهم التجديد بين فترة وأخرى. جميل أن ندرك مبدأ أساسياً أن السعادة لا نأخذها فقط من الطرف الآخر بل نصنعها نحن وعندما يمتلئ الداخل بسعادة ذاتية ونعتمد على إسعاد أنفسنا نستطيع أن نشارك الطرف الآخر هذه السعادة وتصبح الحياة تبادلية ومشاركة وليس اعتماداً واتكالية، كما من أهم الأشياء معرفة كلا الطرفين ماذا يريدان وكيف يفعلان ذلك في حياتهم، فالبعض يعتقد أن الطرف الآخر مجبر على إسعاده والحقيقة إن لم تسعد نفسك فلا أحد يستطيع إسعادك. إضاءة: الحياة الزوجية محبة ومشاركة واحترام.