يكثر في لغتنا العربية استخدام بعض المفردات أو الجمل في غير مكانها، أو بتغيير حركاتها يتغير معناها فيظن مستخدموها أنها صحيحة، وسأتناول بعضاً منها هنا من أجل التوضيح، وقد ركّزت على الأكثر شيوعاً واستخداماً سواء في المجال الإعلامي أو غيره.. * في ضوء ذلك.. لا «على ضوء ذلك» هناك من يقول - خاصة الكتّاب - على ضوء ذلك أقول كذا، وهذا غير صحيح، والصواب أن يقال: في ضوء ذلك.. أي باستعمال حرف الجر «في»، لأن الإنسان يرى في الضوء وليس عليه.. وهذا الذي يناسب المعنى ويتناسب مع الاستعمال اللغوي الصحيح. * مددتُ.. لا مدّيت نسمع من يقول: مدّيت يدي، وهذا غير صحيح، والصواب: مددتُ يدي بفكّ الإدغام.. أي بجعل الدال المشَدَّدة دالين، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، وهذا مماثل للأفعال المضعَّفة الثلاثية مثل: دقّ، عَدَّ، ردَّ، إذا أُسندت إلى ضمير رفع متحرك فإنه يقال فيها: دققْت، عددْتُ، رددْتُ.. ونحو ذلك. * الوَسْوَاس.. والوِسْوَاس يخلط كثير بين «الوَسْوَاس» بفتح الواو، و»الِوسْوَاس» بكسرها.. فيستعملون إحداهما مكان الأخرى مع أن بينهما فرقاً، يقولون مثلاً: نعوذ بالله من الوِسْوَاس؛ بكسر الواو، وهذا خطأ، والصواب: الوَسْوَاس، بفتحها.. والفرق أنَّ «الوَسْوَاس» بفتح الواو: الشيطان، أمَّا «الوِسْوَاس» بكسر الواو فهو الكلام الخفي، مصدر «وَسْوَسَ» يقال: وَسْوَس وِسْوَاساً؛ أي الحديث بما لا نفع فيه ولا خير، أو الكلام الخفيّ المختلط غير الواضح. * مَأْزِق.. لا مَأْزَق يقولون: فلان في مَأْزَق - بفتح الزاي - وهذا خطأ، والصواب: هو في مَأْزِق - بكسر الزاي - أي في موقف حَرِج، على وزن «مَفْعِل». وهذا هو القياس الصحيح. * بدل مفقود.. لا بدل فاقد يتردد دائماً قولهم: استخرجت بدل فاقد.. وهذا خطأ، والصواب: بدل مفقود، لأن «فاقد» اسم فاعل وهو مَنْ فقد الشيء.. ومفقود «اسم مفعول» وهو الشيء المفقود. * أكْفاء.. لا أكِفّاء الكفْء: المماثل، والقوي القادر على تصريف الأمور، والجمع أكْفاء.. ولا يقال: أكِفّاء؛ لأنه جمع كفيف، وهو من ذهب بصرُه. * لافت.. لا ملفت يقال: هذا المنظر ملفت للنظر.. وكلمة «ملفت» اسم فاعل من فعل رباعي لم يرد عن العرب؛ فالفعل (ألفت) لم تشر إليه المعاجم العربية؛ لذلك يقال: لافت للنظر؛ لأن فعله «لفت». * قَبول.. لا قُبول قَبِل الشيء قَبولاً (بفتح القاف): أخذه عن طيب خاطر.. والقَبول (بالفتح): الرضا بالشيء وميل النفس إليه، وهو مصدر (قَبِل) (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ).. ولهذا يجب فتح القاف بدلاً من ضمها.