يقولون "جاور السعيد، تسعد" وهي حكمة تقال للحث على مصاحبة السعداء ومن بإمكانهم أن يُصيبوك بالخير من مجاورتهم. وليس المثل يقال للتجاور في المسكن وإنما أيضاً للحث على غرس النفس في بيئات تتسم بالخير والسعادة لأنها بالتأكيد ستؤثر عليك بالإيجاب ولو قليلاً. فالبيئة السعيدة التي تملؤها الإيجابية ستنقل السعادة لمن يكون في محيطها، ولك في مدن الملاهي خير مثال، فلا تجد أحداً سواء كان صغيراً أو كبيراً في السن في مدن الملاهي إلا وتجده مبتهجاً؛ لأن البيئة التي هو فيها بيئة سعادة ومرح، فما إن تطأ قدما ذلك الشخص أرض مدينة الملاهي تلك حتى تجده سعيداً رُغماً عنه ومهما كانت حالته النفسية التي هو عليها قُبيل دخوله مدينة الملاهي إلا وتجده قد تجرد من كل هموم الحياة وأعبائها اليومية وخلع عنه عباءة الهموم والضغوطات ولبس ثوب السعادة منذ الوهلة الأولى التي دخل فيها تلك البيئة المليئة بالبهجة والفرح. وكم نتمنى أن تكون جميع المدن في هذا الكوكب مدناً للملاهي حتى نعيش يومنا في تلك البهجة والإيجابية، ولكن هذا الأمر مستحيل؛ لأن الحياة ليست كما نشتهيها أو نريدها دائماً، ولكن بالإمكان أن نعيش فيها وفي تقلبات أحوالها وتلاطم أمواجها ونحن سعداء فقط إذا قررنا ذلك. وتجد في مدن الملاهي كل أصناف البشر وبمختلف أعراقهم وجنسياتهم وألوانهم ولكنهم يتشاركون شيئاً واحداً هو قضاء وقت سعيد، بل إنك تجدهم يبتسمون لبعضهم البعض والكثير منهم يتشاركون الإيجابية، والأمر ليس مستغرباً، فهم قرروا أن يوجدوا في بيئة سعيدة وقرروا أن يقضوا وقتهم وهم سعيدون لذا، تجدهم قد انسلخوا من كل ما قد يُعيق حصولهم على قضاء وقت سعيد خلال وجودهم في تلك البيئة. مدينة الملاهي ما هي إلا مثال على أن البيئة السعيدة تصيب من يكون فيها بعدوى السعادة، وببساطة بالإمكان أن نجعل من أوقاتنا أوقاتاً مليئة بالسعادة حتى تصبح البيئات التي نعيش فيها بيئات سعيدة تصيب كل من يكون في محيطها بالسعادة وكأنها عدوى تتفشى في تلك البيئة. فإذا كنت تبحث عن السعادة، كل ما عليك فعله أولاً هو أن تقرر أنت أن تكون سعيداً وأنه بإمكانك أن تعيش سعيداً إذا نظرت للأمور بإيجابية دائماً وإذا تعثر عليك ذلك في بادئ الأمر، ابحث عن السعداء وصاحبهم واجعل في يومك وقتاً تقضيه معهم أو الوجود في بيئتهم؛ لأن الإيجابية والسعادة اللتين تتسم بهما تلك البيئات ستجعلانك تشعر بالسعادة شيئاً فشيئاً إلى أن تُصيبك عدوى السعادة وتنتقل إليك الإيجابية لتجد نفسك مع مرور الوقت وقد أصبت بتلك العدوى وتقوم أنت بدورك بنقل السعادة لمن هم في محيط بيئتك، الأمر الذي سيساهم في تفشي عدوى السعادة في المجتمع ويقلص من السلبية وبالتالي تتغير المجتمعات إلى مجتمعات سعيدة قادرة على التطور والرُقي ونشر السلام بسهولة ليعم بيتنا الكبير "كوكب الأرض".