نزل خبر توجيه النيابة العامة بضبط أشخاص نشروا محتوىً يثير التعصب والكراهية في الوسط الرياضي كالصاعقة على ثلة من المتعصبين الموتورين الذين ملؤوا فضاءات وسائل الإعلام بأشكالها كافة ضجيجاً وشحناً وتعصباً مستفيدين من ارتفاع سقف حرية التعبير بطريقة بعيدة عن أخلاقيات وأدبيات الطرح الإعلامي والنقد. بالتزامن مع ذلك، اتخذت هيئة الصحفيين إجراءات لضبط الممارسات الإعلامية وحماية المهنة ممن ينتحلون صفة إعلامي، وهم بعيدون كل البعد عن هذا المجال وأكدت أنها لاحظت ممارسات خاطئة يقوم بها مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بهدف كسب أكبر رصيد من المتابعين البسطاء لاستقطاب المعلنين، وهنا يمكن إسقاط هذا البيان على كل من استخدم صفة إعلامي دون انتمائه لأية وسيلة ومنصة إعلامية، بما فيهم أولئك الذين يدّعون انتماءهم للإعلام الرياضي. ولطالما عانى الوسط الرياضي من مجموعة من المتعصبين الباحثين عن الشهرة والجماهيرية من أجل تحقيق مشاهدات عالية لمقاطع فيديو تنتشر لهم وارتفاع أعداد متابعيهم على منصات التواصل الاجتماعي وتحديداً "تويتر" وتعزيز حضورهم وتحقيق مكاسب معنوية ومالية من وراء هذه الشهرة التي بُنيت على حساب تكريس التعصب وزرع التفرقة بين أبناء مجتمع ووطن واحد. ليس عيباً أن ينتمي الإعلامي لفريق بعينه أو أن يكون مهتما به، وليس خطأ أن يكون الإعلامي مدافعاً عن مصالح فريقه الذي يحبه، فليس المطلوب من الإعلاميين الحياد في كل مجالات الإعلام، لكن الموضوعية والالتزام بأخلاقيات العمل هي ما يُنتظر من الإعلاميين. جاء تدخل النيابة بعد أن اتضح أن جهود اتحاد الإعلام الرياضي لم تكن كافية لضبط الساحة الإعلامية، وهنا لا بد من تطوير آليات عمل هذا الاتحاد، إذ لا يكفي أن يقوده إعلامي يحظى باحترام الرياضيين مثل الدكتور رجاء الله السلمي، فالمنتظر من هذا الاتحاد وضع ضوابط صارمة جداً خصوصاً تلك المتعلقة بالظهور في البرامج الرياضية المباشرة. من المهم أن يذهب اتحاد الإعلام الرياضي إلى وضع شروط لظهور أي شخص على البرامج الحوارية، مثل إكمال عدد معين من الساعات في برامج تدريبية متعلقة بالإعلام التلفزيوني وأخلاقيات العمل الإعلامي بعدما أصبحت جل البرامج الرياضية تشكل خطراً على النشء وتزرع فكر التعصب بواسطة أشخاص لم يحترموا سنهم ولا قيمة التواجد أمام الكاميرا بشكل مباشر. من المهم أن يراجع اتحاد الإعلام الرياضي سياساته تجاه المحسوبين على الإعلام وتجاه المنصات التلفزيونية، والأهم أن يعرف الجميع أن حرية الإعلام لا تعني ممارسة الإسفاف والتهجم والتشكيك وإساءة الأدب، فالرياضة أسمى وأرقى من هذا الطرح المسيء للمجتمع بشكل عام قبل إساءته للمجتمع الرياضي.