"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي". ربي بقدر شوقي لأخي، بقدر حبي له، بقدر حزني عليه، بقدر مكانه الخالي بيننا، عوضه عن هذه الدنيا بجنة عرضها السماوات والأرض. لقد أحزنني خبر تلقيته كالصاعقة مساء يوم الخميس الموافق 16-12- 1441ه، وفاة أخي وحبيبي عبدالرحمن ناصر الخزيم، اختاره الله أن يكون بجواره. وقبل أيام قليلة كنا استبشرنا بخروجه من المستشفى بعد أن استقرت حالته؛ ولكن لكل أجل مسمى، وسبحان من يميت ويخلق الأنفس، تبارك وتعالى له ما أعطى وله ما أخذ؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون. وأقول: لقد كنت أباً حنوناً وابناً باراً وزوجاً عطوفاً وأخاً محباً معطاءً رحوماً بشوشاً. كل من يعرفك يذكرك بالخير والحب والوفاء لقد تحليت بخصال حميدة كثيره، وعلى رأسها الصبر والاحتساب طول سنوات صراعك مع المرض، وكان قول الحمد لله على ما كتبه الله لي، على لسانك دائماً. ليس هناك دموع تعيد الميت لأهله، ولكن هناك دعوات تفرحه في قبره، اللهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة. لا أبكيك اعتراضاً، فكلّ نفس ذائقة الموت، ولكن أبكيك فقداً واشتياقاً اللهم استودعتك من بات في قبره وحيداً، ربِّ اجعل أعماله مؤنسه له واجعله قرير العين مطمئناً برضاك.