بئر الفقير وتسمى ببئر الميثب وبئر سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه، وتقع في حي العوالي وحولها غرس النبي صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتين نخلاً لسلمان رضي الله عنه، فأثمر جميعه من سنته، لينفذ أمر الله عز وجل ويشتريه وكان حينها مملوكاً. روى السمهودي في خبر سلمان أن النبي الكريم اشتراه من قوم من اليهود بكذا وكذا درهماً، وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل، وذكر أيضاً في قصة غرس سلمان: فما عطبت منها ودية ثم أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فهي الميثب، وهي إحدى صدقات النبي الخاتم من أموال مخيريق بالعالية وقصته كما عند ابن إسحاق: أنه كان حبراً عالماً، وكان رجلاً غنياً كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله بصفته، وما يجد في علمه، وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت قال: لا سبت لكم، ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد وعهد إلى من ورائه من قومه إن قتلت هذا اليوم فأموالي لمحمد يصنع فيها ما أراه الله، فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل، فكان رسول الله فيما بلغني يقول: مخيريق خير اليهود، وقبض رسول الله أمواله فهي عامة صدقات رسول الله بالمدينة.