ونحن نستعد بفرح وحبور لعيد الأضحى المبارك، جاءني خبر خروج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من المستشفى وهو بأتم صحة وعافية. إن خبر دخولكم المستشفى - يا خادم الحرمين - قد آلمني، وابتهلت إلى الله أن يشفيكم مما ألمّ بكم، فأنتم لهذه البلاد كالقلب للجسد.. قلبتُ - يا خادم الحرمين - سيرتكم طيلة توليكم القيادة في هذا البلد المبارك منذ خمسينات القرن الماضي إلى يومنا هذا فوجدت السيرة العطرة في الجد والحزم والتخطيط السليم، فأتت ثمرات هذه الصفات على مدينة الرياض التي نقلتموها - حفظكم الله - إلى مصاف المدن المتقدمة، حيث التنمية المتسارعة، فازدهر العمران بأحدث التقنيات والتصاميم، واكتملت الرياض بطرقها الحديثة وجسورها المتعددة، وتحسنت البنية التحتية للعاصمة الحبيبة، فاتسعت شبكات الصرف الصحي حتى عمت أرجاء المدينة، وازدادت شبكات المياه ووصلت إلى كل بيت، وباهتمامكم - يا خادم الحرمين - اكتملت الخدمات في العاصمة، فانتشرت المدارس والمستشفيات، وبرزت عالياً ناطحات السحاب والأبراج. واكتمل عقد التنمية بعد توليكم مقاليد الحكم أرجاء البلاد، فلحقت مدن المملكة بالعاصمة في التنمية فاكتملت البنية التحتية، وازدهرت البلاد بالخدمات في ظل الرؤية المباركة 2030 التي نقلت البلاد من الاعتماد على مصدر دخل واحد (النفط) إلى مصادر عديدة تقوم على الإنتاج والاستثمار. خادم الحرمين، لقد نقلتم الشباب السعودي نقلة نوعية ثقافية بالاستثمار في العقول بالتعليم والتدريب، ونقلتم المرأة السعودية بإعطائها الثقة، فعملت بجانب شقيقها الرجل في مناصب قيادية، أظهرت فيها براعتها وحسن إدارتها. ما نراه اليوم من المشروعات العملاقة والنقلة النوعية في الاستثمار هو ثمرة جهدكم المبارك ومتابعتكم الحثيثة لكل شاردة وواردة. حقّ لنا أن نفرح ونبتهج بشفائكم لما رأينا من الأعمال الخيرية التي أشرفتم عليها أزمنة عديدة، وسنوات مديدة؛ فلقد أفرحتم اليتيم، وزرعتم البسمة للأسر التي هم بحاجة للإسكان، وتشهد لكم الجمعيات الخيرية التي دأبتم - حفظكم الله - على دعمها. حق لنا أن نفرح ونحن نرى وطننا باديته وحاضرته، مذاهبه ومشاربه، تستظل في ظل الوطن الواحد، فاتحدت القلوب واللهجات والمناطق تحت هذه المظلة الوارفة. خادم الحرمين، الشعب السعودي برمته اختار هذه الفرحة لتتحد مع فرحة العيد.. فتصبح الفرحة فرحتين.. أبتهل إلى الله - يا خادم الحرمين - أن يديم عليكم الصحة والعافية، وأن يطيل في عمركم، وأن يحفظكم من كل شر وجميع المسلمين.