من المتوقع أن يتدفق أكثر من 500 ألف طن متري من زيت الوقود عالي الكبريت من سنغافورة وماليزيا إلى البحر الأحمر لشهر يوليو في حركة نادرة، لتلبية الطلب من محطات الطاقة وتحلية المياه في المملكة العربية السعودية، بحسب التجار و»قلوبال بلاتس»، ويتدفق عادةً من منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة سنغافورة حيث تفتقر سنغافورة إلى زيت الوقود من الشرق الأوسط وفق عقود طويلة الأجل. وقال مصدر شحن «في يوليو تم نقل ما لا يقل عن خمس ناقلات لنقل زيت الوقود من سنغافورة إلى البحر الأحمر». وذكرت مصادر الشحن أن 80 ألف طن متري على متن عدة ناقلات استأجرتها شركة «ترافيقورا» لنقل زيت الوقود من سنغافورة إلى البحر الأحمر، بدء تحميلها في 21 يوليو. وقال متعاملون إن المملكة العربية السعودية كانت تشتري زيت الوقود عالي الكبريت بدرجة 380 بشكل أساسي، منذ يونيو، لتلبية طلبها على محطات توليد الطاقة ومحطات تحلية المياه. وقال التجار إنه من المتوقع أن تشتري المملكة طاقة 1-1.5 مليون طن متري شهريًا من زيت الوقود عالي الكبريت خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس. وتشتري المملكة عادة زيت الوقود عالي الكبريت في الصيف من أوروبا والخليج العربي. وقال متعاملون إن الخليج العربي هو مورد زيت الوقود من الفجيرة كونها المركز التجاري، بينما تجتمع محطات توليد الطاقة ومحطات التحلية على جانب البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. وقال تاجر زيت الوقود في سنغافورة: «لكن هذا العام، كانت إمدادات زيت الوقود عالي الكبريت في أوروبا ضيقة، وكان الاسعار في سنغافورة أرخص مع انخفاض الشحن». وقالت مصادر في السوق إن امدادات زيت الوقود عالي الكبريت في أوروبا كانت ضيقة حيث تتجه الشحنات إلى الولاياتالمتحدة، معظمها لساحل الخليج الأمريكي، من بحر البلطيق/ أوروبا لتلبية الطلب على فحم الكوك، وأضافت المصادر أن بعض الشحنات من بحر البلطيق التي عادة ما تذهب إلى أوروبا، تنتقل الآن إلى الولاياتالمتحدة. وتساعد أسعار الشحن المنخفضة على مرونة التسويق وقال تاجر زيت الوقود «إن خط سنغافورة / البحر الأحمر تقريبا نفس الخليج العربي/ البحر الأحمر»، وقال متعاملون إن انخفاض الشحن يجعل الفرصة الراجحة تفتح زيت الوقود من سنغافورة. ويبلغ سعر الشحن من سنغافورة إلى البحر الأحمر 480 ألف دولار إلى 500 ألف دولار، كمبلغ مقطوع، في حين أن سعر الشحن من الخليج العربي إلى البحر الأحمر يبلغ حوالي 500 ألف دولار، وفقًا لمصادر الشحن، على الرغم من أن الأخير يصل تقريبًا إلى نصف المسافة من الطريق السابق. وقال مصدر شحن «التجار يستغلون التوصيل». وأضاف أن التدفق الطبيعي للمنتجات مثل النفط الخام وزيت الوقود يأتي من الشرق الأوسط إلى سنغافورة، في حين أن مستأجري الناقلات يمكنهم الاستفادة من التوصيلات بأسعار مخفضة. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت أسعار الشحن الآسيوي في أواخر يونيو وسط انخفاض حاد في حجم البضائع وزيادة الفائض في الحمولة في جنوب شرق آسيا والخليج العربي، حسبما أظهرت بيانات «بلاتس». بينما نجحت شركة أرامكو السعودية في بدء عمليات بيع زيت وقود السفن منخفض الكبريت لعملاء السفن المحليين في كل من منطقتي البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك تمشياً مع اللوائح الصادرة عن المنظمة البحرية العالمية التي قررت خفض نسبة الكبريت في وقود السفن من 3.5 ٪ إلى 0.5 ٪ ابتداءً من 1 يناير 2020، الذي واكبته أرامكو بملايين البراميل التي ساهمت برفع اجمالي طاقة التكرير لنحو 6,5 مليون برميل من النفط الخام، وهي تمضي قدماً لبلوغها 10 مليون برميل في اليوم وفقاً لرؤية المملكة 2030. في وقت تعكف شركة أرامكو لإنجاز أهم توسعة لخط أنابيبها للنفط الخام الممتد شرق غرب والذي من شأنه أن يزيد من كميات نقل النفط الخام التي يمكن أن يصدرها من البحر الأحمر، ونقل خط الأنابيب بين الشرق والغرب ما معدله 2.1 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في 2018، ومن المتوقع أن تزداد طاقة خط الأنابيب من الشرق إلى الغرب من 5.0 ملايين برميل يوميًا إلى 6.5 ملايين برميل يوميًا في عام 2023، وتستهدف أرامكو بهذا التحول الاستراتيجي تعزيز القدرات التصديرية من ساحل البحر الأحمر بإضافة ثلاثة ملايين برميل يومياً من طاقة تصدير النفط الخام السعودي بعد تمكنها من تحديث فرضة ينبعالجنوبية، حيث تم دمج محطة ينبع في المدينة الساحلية على ساحل البحر الأحمر مع شبكة إمدادات النفط الخام الحالية.