لم يستطع علي عباس الفرج الأب المكلوم بفقدان فلذات كبده الخمسة دفعة واحدة في جريمة قتل مروعة وقعت الأربعاء الماضي في بلدة الشعبة بمحافظة الأحساء أن يشارك في صلاة الميت من الوقوف للصلاة عليهم، فقد أدى الصلاة جلوساً، كما لم يكن الأب المثكول قادراً على الوقوف أو حتى السير إلا بمساعدة أشخاص لوقع وهول المصيبة عليه. علي الذين كان يأمل أن يزف ابنه وبناته إلى عش الزوجية كان محدودب الظهر وهو يشيعهم إلى مثواهم الأخير في جريمة لا تزال خيوطها لم تكشف ولا تزال تخضع لتحقيق الجهات الأمنية. وشارك جموع من المشيعين الذين لفهم الحزن والأسى مساء اليوم الأربعاء في تشييع الجثمانين الذين تم تغسيلهم في مغتسل الحليلة ، وتم نقلهم ليصلى عليهم في مقبرة الشعبة وأم المصلين الشيخ عبدالهادي بن محمد اللويمي، ليتم بعد ذلك نقلهم ودفنهم في قبر جماعي، وبذل مجموعة من أبناء البلدة جهوداً كبيرة لتنظيم عملية التشييع ومواراة المتوفين الأمر الذي ساهم في التخفيف من آلام ذوو الضحايا، فيما التزم المشيعون بتطبيق الإجراءات الاحترازية ومنها التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات. وتحدث ل "الرياض" خليفه الصالح " جد المتوفين لأمهم " والذي كاناً متماسكاً وراضياً بقضاء الله وقدره حيث دعا كافة أفراد المجتمع إلى عدم إثارة البلبلة عبر نشر الإشاعات والأخبار غير الدقيقة حول ما حصل من تفاصيل للجريمة، معتبراً بأن نشر الأخبار الغير صحيحة يزيد من متاعبهم النفسية، مؤكداً دعوته إلى مراعاة الأوضاع النفسية للأسرة، مؤكداً بأن الأمر هو في يد الجهات الأمنية التي هي حريصة تمام الحرص للوصول إلى الحقيقة، وتابع بالقول أن لا أحد يعلم ما الذي حدث إلا الله سبحانه وتعالى، وسأل الله سبحانه أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته. وفي معرض إجابته عن الظرف الذي تعيشه والدة ووالد المتوفين أجاب أن الله وحده يعلم بحالهم ، مبيناً بأن الأم راضية بقضاء الله وقدره ومتماسكة وتسعى جاهدة للتخفيف عن زوجها وتساعده على الصبر، إلا أن خليفه استدرك ولم يخفي الوضع الصعب الذي تعيشه الأسرة منذ وقعت الجريمة. وبألم وحسرة استرجع لحظة تلقيه نبأ الفاجعة، حيث أشار إلى أنه كان في تلك الليلة برفقة أسرته في مأدبة عشاء في مزرعته وفور عودته من المزرعة أخبره أحد ابناءه بالفاجعة ليبدأ معه البكاء.