يأتي موسم هذا العام وسط أزمة صحية عالمية لتفشي وباء كورونا الذي أودى بحياة مئات الآلاف في كل أنحاء العالم فلم تسلم منه لا دولة ولا مدينة على مستوى العالم، وقد اتخذت المملكة من بدء انتشار هذا الفيروس إجراءات احترازية أشاد بها العالم كله، وجاءت تلك الإجراءات التي اتخذتها المملكة من أول يوم على مستوى جميع قطاعات الدولة الرسمية والقطاع الخاص وقطاعات الدولة المختلفة في كل مدن المملكة كالتعليم وكل وزارات وهيئات الدولة، وكافة الخدمات مثل الجوازات والبريد والاتصالات والبنوك والبلديات، والخدمات الأخرى التي يتعامل معها المواطن والمقيم بشكل يومي، والتي تتميز بالازدحام والتواجد طوال اليوم وعلى مدار العام، وتساوت رعاية المملكة للمقيم مع المواطن لسلامة الإنسان أياً كانت جنسيته أو ديانته لأنها تهدف إلى حفظ كل من يعيش على أرض المملكة. واتخذت المملكة إجراءات أخرى تتعلق بتعليق العمرة والصلاة بالمساجد وتنظيم الصلاة داخل المسجد الحرام، وأشارت التوقعات حينئذ إلى احتمالية إلغاء الحج هذا العام أو اتخاذ قرارات قاسية، وموسم الحج السنوي والذي هو مورد مالي للمملكة ويشكل جزءاً أساسياً من اقتصاد المملكة ويمثل انتعاشاً مالياً للقطاع الخاص من شركات السياحة والفنادق وكل القطاعات المختلفة في كل أنحاء المملكة خاصة في مكة والمدينة وبرغم ما يمثله الحج للمملكة وشعبها من مورد مالي يقدر بحوالي 8 مليارات ريال إلا أن المملكة ارتأت أن المحافظة على النفس البشرية تعد الأسمى والأهم، وجاء بيان وزارة الحج لينهي جميع التساؤلات، قال البيان إن المملكة قررت إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة جداً للمواطنين ولمختلف الجنسيات الموجودة داخل المملكة وذلك للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد. قرار المملكة لاقى ارتياحاً داخل المملكة وخارجها نظراً لواقعية القرار وحرصه على حياة الملايين الذين يأتون إلى المملكة كل عام بأعداد تتجاوز 2 مليون حاج، ورحبت الأغلبية بقرار المملكة بتنظيم فريضة الحج هذا العام بعدد محدود للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، قرار حكيم ومأجور شرعًا وأن القرار "يراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وإعلاء حفظ النفس أهم مقاصد الشريعة الإسلامية"، ويدل على وعي قيادة المملكة بخطورة فيروس كورونا الذي يهدد أرواح الناس في كل مكان، خاصة في ظل الانتشار المتسارع لهذا الوباء، وأكد على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في خدمة الحجيج والتيسير عليهم والحفاظ على سلامتهم.