لم تعد تخفى مطامع إيران ومشروعها التوسعي في الشرق الأوسط على أيِّ أحدٍ يستخدم عقله. أخذت غطاء المذهب وإدعاء نصرة الدين والقضية الفلسطينة واعتمدت على تجيش العاطفة حتى تحاول تجميل وجهها القبيح. نشرت الطائفية البغيضة ومارست الكذب السياسي على شعبها واللعب على وتر المذهبية. تمادت كثيرا في سياستها التي تعتمد على نشر الفوضى حتى وصلت إلى استهداف المملكة العربية السعودية ومن يصل إلى هذا البلد الأمين فحتما أنها ستكون هي بداية النهاية لهذه السياسة. حكومة المملكة العربية السعودية تنهج النهج الحضاري والمدني ويعيش على بساطها السني والشيعي ولا تفرق بين المواطنين من حيث مذهبهم فالكل يتمتع بِكاملِ حقوقه الوطنية. فمن هنا تهاوى منهج إيران المذهبي والمدخل الذي تريد أن تدخل به إلى الخليج وخاصة السعودية فالجميع سواء السني أو الشيعي سيقف ضدها صفا واحدا؛ لذلك فشلت من ناحية المذهب. من ناحية إدعاء إيران أنها تسعى لنصرة الإسلام والمسلمين وأن تحرير فلسطين من أولوياتها فهذا الشيء تستخدمة السياسة الإيرانية للضحك على عاطفة المسلمين ولم تخدم الإسلام في يومٍ ما مثل خدمة المملكة العربية السعودية للمسلمين ودعمها لكل قضية تخص أشقائها العرب المسلمين ومنها على سبيل المثال: وقفة السعودية مع لبنان في حربها الأهلية الذي انتهى باتفاق الطائف العام 1989، ووقفت مع العراق في حربها ضد إيران من سنة 1980 حتى العام 1988. وتعتبر «قضية فلسطين» هي قضيتها من بداية قيام الدولة السعودية إلى هذا اليوم وهي تدعم هذه القضية بكل قوتها ولم يتغير موقفها وتقف مع شعبها وقادتها بالدعم المادي والمعنوي. نعودُ لكلام سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز: «لن ننتظر إيران حتى تقف على حدودنا ولن نحاربها مباشرة، بل سننقل المعركة داخل أراضيها» من خلال هذا الرد من ولي العهد بدأت إيران تحسب ألف حساب لأي خطوة ضد المملكة العربية السعودية وكأن هذا الرد هو ضربة مؤلمة لسياسة إيران الفوضوية في الشرق الأوسط ونهاية صبر الحكماء على إيران فبدأت تتوارى خلف أفعال صبيانية وتناور وهي خائفة من ردة فعل المملكة بعد أن ضاقت ذرعا من عبثها في منطقة الشرق الأوسط. المملكة العربية السعودية تعد المركز الأقوى لمحور الشرق الأوسط وهي القوة الكبرى في المنطقة بحكم مكانتها الإسلامية وموقفها الثابت مع جميع أشقائها العرب وأخوانها من الدول الإسلامية، من الطبيعي أن أيَّ سياسة هدفها الطمع والتخريب في المنطقة ستنهار وتتلاشى عندما تقف لها السعودية وتقول لها: كفى عبثا، وهذا حدك!. اليوم بعد أن اتضحت الرؤية تماما وانكشف كذب حكومة طهران ودجلها أصبحت محرجة حتى أمام شعبها الذي ذاق الويلات والعذابات، وتجرع مرارة الفقر والجوع من جراء سياسة حكومة طهران التي كانت تدفع ميزانيتها كاملة على سياسة التوسع في الشرق الأوسط لسنوات طويلة ولم تحقق أي تقدم أو نجاح بل تحطمت وتهاوت على سور الخليج العربي بفضل القوة العظمى في المنطقة المملكة العربية السعودية. أعتقدت إيران أنها ستحقق أطماعها بكل سهولة دون أي رادع.. وخابت ظنونها. ومضة: «كل ساقٍ سيُسقى بما سقى»