الإنسان يسعى دائما إلى الكمال في كل شيء ولكي يتحقق هذا الحلم لا بد أن يكون هناك من يعينك على تحقيقه، فتجد الناجحين والمميزين وغيرهم كان لهم في بدايتهم مصدر للإلهام حققوا من خلاله ما وصلوا إليه من مجد، فعند الغور في تفاصيل نجاحاتهم تجد من كان القدوة لهم والملهم الذي قادهم وواصلوا نجاحهم وعيونهم مشدودة إليه لكي يتأكدوا بأنهم سائرون على الطريق الذي رسموه منذ البداية ولكي يصلوا إلى هدفهم المحدد من قبلهم. وجود القدوة وخصوصا للجيل الجديد مهم لحياتهم وليس ثانويا وإن كان البعض يعتقد بأنها وصاية ويجب أن يتحرر ويستقل بذاته وتفكيره عنها ولا يكون تابعا لأحد كما يعتقد، وجود القدوة يعيننا على معرفة ذلك الكمال الذي ننشده وكم نحتاج من وقت وجهد وغيره لتحقيقه، كما أن وجوده يحدد لنا نوعية وسقف الطموح الذي نسعى لتحقيقه كما ذكرنا. إذاً وجود القدوة أساسي ومهم، كما أن وجود الناجحين في الحياة وقراءة قصص نجاحهم أو الاستماع إلى حديثهم وكيف وصلوا بالتأكيد مهم أيضا، ويجب التنبيه هنا بأن القدوة التي نعنيها هي في جميع أمور الحياة مثل القدوة العلمية والمهنية الصناعية والتجارية والأدبية وغيرها والتي يفتقدها الكثير من الجيل الجديد والحالي أيضا بل حتى يرفض فكرتها لأنه نشأ ولم يكن هناك من يساعده إلى أن يرى هذه القدوات رغم وجودها بشكل واضح وأصبح ينظر إلى التافهين في الحياة ويتابع أخبارهم. النفس البشرية من طبيعتها ترغب أن تكون ممتلئة بشيء يقود تفكيرها واتجاهها، وغياب القدوة من حياة الإنسان يهدد اتجاه فكره وطموحه مستقبلا، علينا أن نبذل جهدنا لتقديم القدوات الطيبة والناجحة في كل المجالات وليس حصرا في مجال معين، وأن نبرز منجزاتها لكي يستفيد الجميع من تجاربهم، وعلينا دائما أن نتذكر أن رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام هو قدوتنا الأول في ديننا ودنيانا ويأتي الآخرون من بعده لنستفيد من خبراتهم.