قطاع الصيدليات من القطاعات الحيوية في شتى أنحاء العالم، تتميز بجمال المظهر، وسحر الإطلالة، وتنوع منتجاتها ما بين أدوية ومكملات، ومراهم وكريمات، وأنواع الزيوت والشامبوهات وغيرها الكثير، كما أنك قد تجد فيها منتجات الحواجين والعطارين وبعض العطور ومبيعات السوبرماركات ومكملات الغذاء الرياضية بالإضافة إلى أجهزة قياس الضغط والسكر ومعدل الدهون والكولسترول وقل في ذلك ما شئت. تفردت بعض الصيدليات في بعض المناطق واستحوذت على نصيب الأسد في كل مجمع تجاري فلا ترى عينك إلا فروع الصيدلية الفلانية والصيدلية الفلانية دون وجود منافس متمكن! وأما بقية الصيدليات فلن تجد لها إلا فرعاً أو فرعين. تغيرت الأسعار - عفواً - تضخمت الأسعار وحُولت بعض الأدوية من علاجية إلى تجميلية بغرض إزالة السعر من على غلاف المنتج، ما مكن الصيدليات التلاعب بالسعر، فضلاً عن تفاوت الأسعار من صيدلية إلى صيدلية أخرى لنفس الدواء والمنتج. بعض الأدوية لا يشملها التأمين رغم تزايد الحاجة لها. كثرت عروض التخفيضات لمنتجات محدودة لا تعطي في كثير من الأحيان الخيارات المناسبة للمريض. بعض مبيعات السوبرماركت كالشامبو والأصباغ ومزيلات التعرق وغيرها توجد أيضاً في الصيدليات وبأسعار مختلفة مع عدم تصنيفها التصنيف الصحيح، فإما أن تكون ضمن تراخيص الصيدليات أو قطاع التغذية والتموين. رأينا توافراً واحتكاراً لبعض المنتجات في صيدلية دون أخرى. ضعف السعودة وعدم الكفاية من الكفاءات الوطنية، رغم أن قرار سعودة هذا القطاع قد بدأ حيز التنفيذ بداية هذا العام، ولكن ماتزال الصيدليات بحاجة إلى تحسين مميزاتها ومزاياها لتشجيع الكفاءات السعودية وبما يلائم حياة المواطن الكريمة. حجبت بعض الصيدليات الإلكترونية العالمية ذات الأسعار المخفضة مقارنة بأسعار المنتج المتوفر في أسواقنا. كثرت مناديب شركات الأدوية ممن لا يحملون مؤهلات لا في الصيدلة ولا في التسويق. انعدام فرص الاستثمار الأجنبي في قطاع الصيدليات من دول العالم المتقدم. لا أتصور أن كل ما مضى يخفى على عامة الناس، إلا من هو حديث عهد بالصيدليات. كل هذا مما يأثر بشكل مباشر على الوطن والمواطن ولا يصب إلا في مصلحة التاجر أحادي الوجه، وهي تحديات قابلة للتفاقم من حين إلى حين، والمشكلة لا تنفك تستجلب مثيلاتها من المشكلات إذ لم تحل بشكل جذري، ولعل من الحلول النافعة أن تتم مراجعة منتجات الصيدليات وحصرها في الأدوية العلاجية والتجميلية فقط، وأيضاً فتح وتيسير التسوق الإلكتروني (Online shopping) كي يعيش المواطن تجربة التسوق الحر، التي بلا شك ستساعده في شؤون حياته وأيضاً ستسهم في كسر الاحتكار وفتح باب المنافسة في قطاع الصيدليات.