أكد اختصاصيون في المجال الطبي، وجود صيدليات تسوّق منتجات وأعشاباً بأسعار عالية، مستغلة الإقبال على هذه الأنواع من شريحة كبيرة من الناس، وعدم وجود تسعيرة لهذه المنتجات من الجهات المختصة، وأكد بعضهم ل«الحياة» وجوب تدخل وزارة الصحة وهيئة الدواء والغذاء، لتقنين وتسعير تلك العقاقير المكملة غذائياً، حتى لا تستغل عبر بيعها بأسعار مرتفعة كما يحدث حالياً. من جهته، أكد رئيس لجنة الصيدليات في غرفة جدة الدكتور يوسف الحارثي، وجود ارتفاعات في أسعار مواد المكملات الغذائية التي تباع في الصيدليات، «خصوصاً أنها مواد لا تحمل أي أسعار من الجهات المختصة، وإنما تأتي من الموردين بأسعار مرتفعة». وقال: «تشمل الارتفاعات كذلك جميع المنتجات التي تباع داخل الصيدلية ما عدا الأدوية، على اعتبار أن أسعارها محددة من وزارة الصحة، ولا يمكن أن تحدث أي تجاوزات برفع قيمتها المادية»، مشيراً إلى أن ارتفاعات أسعار المواد التكميلية ليست ظاهرة معممة على الصيدليات كافة. وأوضح أن ملاك الصيدليات يواجهون عدداً من الإشكالات، من أبرزها إقفال بوابات الدخول إلى الصيدلية بعد الساعة 10 مساء. وقال: «يقتصر عمل الصيدلاني على التحدث مع زائر الصيدلية من خلف البوابات الزجاجية، وهو الأمر الذي يصعب الوصول إلى فهم ما يحتاجه المستهلك»، مشيراً في الصدد ذاته إلى أن الصيدليات لا تحتوي على أدوية خاضعة للرقابة إضافة إلى الأدوية المخدرة. من جهته، شدد عضو لجنة الخدمات الصحية الدكتور أسعد المطوع على ضرورة تصنيف جميع المكملات الغذائية، التي تباع في الصيدليات بأسعار مرتفعة جداً، مستغلة الفكر السائد عند الكثير من الناس بأن الصيدلية مركز صحي متخصص وقال ل«الحياة»: «خرج الدور الذي ينبغي أن تقوم به الصيدليات من دور علاجي بحت إلى أدوار أخرى تجميلية وتكميلية»، موضحاً أنه «لا بد أن تتدخل وزارة الصحة وهيئة الدواء والغذاء لوضع تصنيف وتسعير وتقنين لكل المواد التكميلية، التي تباع وتروّج داخل الصيدليات، حتى تكون للجميع رؤية واضحة، خصوصاً أن أسعارها الحالية مبالغ فيها بدرجات كبيرة جداً، نافياً في الوقت ذاته أن تقوم الصيدليات برفع أي نوع من أنواع الأدوية الطبية، على اعتبار أن أسعار جميع الأدوية محددة من وزارة الصحة، ولا يمكن التجاوز برفع قيمتها المادية. وعزا الدكتور المطوع ارتفاع المواد التكميلية الغذائية إلى عدم اعتراف وزارة الصحة بها، على رغم ثبات نجاحها علمياً وطبياً، إضافة إلى أن تلك الأدوية معترف بها في جميع الدول العالمية، ويجب أن يسمح لها بالدخول بطريقة نظامية. وفي السياق ذاته، وصف الخبير الطبي الدكتور عبدالرحيم قاري وجود ارتفاعات في بعض أنواع الأدوية في بعض الصيدليات، خصوصاً الكبيرة مستغلة رواجها الكبير بالأمر السلبي. وقال: «إضافة إلى ارتفاع بعض أنواع الأدوية في بعض الصيدليات، تظهر هناك ارتفاعات كبيرة ومبالغ فيها للعقاقير المكملة غذائياً والأعشاب الطبيعية». وأشار إلى أن معظم المكملات الغذائية لا تحتوي على أي فوائد صحية على الجسم، إلا أن احتواءها على إعلانات ترويجية بفاعليتها في تقوية أعضاء الجسم المختلفة، روّج لها عند شرائح كبيرة من الناس. وأضاف: «هناك غياب للوعي عند معظم المرضى بين دور الصيدلاني ودور الطبيب، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الصيدلي، تصوراً أنه يقوم بمهمة الطبيب في صرف الأدوية».