يقول الشاعر سفر الدغيلبي: رحلة الأيام تجبرني على دفع الضرائب جمرك ما هو تابع للتجارة والصناعة لازم أدفع رسمها بالطيب ولا بالغصايب بلا شك أن رحلة الأيام.. تجبرنا على دفع الضرائب. شئنا أم أبينا. وضرائب الحياة تأتي مفاجئة، ومن دون استئذان. لتخلف آثارا مدمرة وقاتلة أحيانا على الإنسان. وهي ضرائب باهظة الثمن.. لارتباطها بالمشاعر، والوجدان. وتتحكم في نسبتها أقدار الحياة في صورة متنوعة. أكثرها ألما عندما تصعق بوفاة قريب أو صديق، أو زميل. وأكثرها مرارة أن تشعر بأنك تعيش في زمن (ملوث) يندر فيه الأوفياء والصادقون والمخلصون. ويجف فيه الوفاء، والإخلاص، وتباع فيه المشاعر معلبة. والناس تختلف في مقدرتهم على التعامل مع ضرائب الحياة التي تلحق بهم. وفي مقدرتهم على إخفاء أوجاعهم عن المقربين بهم. وفي مقدرتهم على التكيف مع الظروف والأحداث؛ فتجد البعض منهم تحول إلى إنسان آلي تحركه روبوتات المحيطين فيه، والبعض الآخر يتعامل مع ضرائب الحياة كالمعتوه؛ يبكي تارة ويضحك أخرى. وبالتأكيد الجميع يتعامل مع ضريبة الأيام رضا أم أبى، وتختلف صور تعامل الإنسان مع ضرائب الأيام حسب ثقافته، وصلابته، وتجاربه اليومية. البعض قد يتكيف مع تلك الصدمات ويصارعها. والبعض الآخر تصرعه تلك الصدمات من أول وهلة. ولنا في أبيات الشاعر رشيد الزلامي حكمة للتعامل مع أقدار الحياة ورحلة الأيام عندما قال: دنياك تمشي على حدرى ومستنه لو شفتها يوم تضحك لك وفنانة كم واحد ظن فيها وأخلفت ظنه خداعتن ما عليها مزح وميانة رجال يصبر لو الأيام ضدنه ورجلن ليا ناشته قرقع بقدحانه أبدي شعور السعادة وأخفي الونّه حتى ولو الدهر بي مال ميزانه