دائماً يسجل التاريخ أن في الإعلام شخصيات مؤثرة ونادرة وربما لا تتكرر، وفي الإعلام الرياضي على وجه الخصوص هناك العديد من الشخصيات والأسماء التي وضعت لها بصمة وذكرى ومنها الإعلامي المخضرم الزميل عبدالعزيز شرقي الذي عاصر الإعلام الرياضي ماضياً وحاضراً، وصنع وساهم في بروز أسماء عديدة ونال شهادات شكر وتقدير من شخصيات رياضية كبيرة وجهات، وعمل وتنقل بين أكثر من محطة إعلامية إذ بدأ في صحيفة المدينةالمنورة وأسس الملاعب الرياضية ومن ثم ترأس تحرير صحيفة الرياضية في بدايتها وتوقف فترة وأصبح كاتباً في ملحق دنيا الرياصة بصحيفة الرياض وعاد مرة أخرى وترأس صحيفة الرياضي وانتهى به المطاف بها ليعتزل العمل الإعلامي إلا من ظهور طفيف ومتقطع. «دنيا الرياضة» استضافت أبا نواف الذي كان جريئاً ومثيراً كعادته ولعب دور المهاجم في كل أرجاء الصفحة عبر الحوار التالي:* أستاذ عبدالعزيز بما أنك عاصرت الإعلام الرياضي خاصة في مرحلتين، فما الأفضل والمؤثر بشكل أكبر وإلى أيهما تميل؟ * عاصرت الإعلام، بكل أنواعه وصعب أن أقول كان أفضل، أم هو الآن أفضل لكني أعتقد أنه كان أكثر تأثيراً في الماضي، لأنه كان يعتمد على الخبر من مصدره، ويتعب الإعلامي الصحفي حتى يحصل عليه، إضافة أن الصحافة كان يوجد فيها الصحفي المخبر والصحفي المحقق، وصحفي الصياغة، الآن أصبح الخبر يصل إلى من يهمه ربما قبل أن يقرره رئيس النادي أو المدرب، كان الإعلامي في الماضي، سواء في الصحافة أو التليفزيون يحرص على المفردات التي تخرج منه احتراماً منه للمتلقي، وكانت الضوابط لها دور. اسألوا من خطف مبروك التركي وذهب به إلى الرياض نصراوي ألحق بي الأذى والسبب اختلاف الرأي الهلال أعاد هيبة الكرة السعودية بعالميته من الملعب ابن نافل أفشل مشروع هروب رومارينهو وهذا هو طبع الهلاليين الآن الصحافة لا يجب أن تعتمد على الخبر، لأنها لا تستطيع أن تسبق في النشر وسائل الإعلام الأخرى، أعتقد أن عليها أن تسبق الخبر إذا استطاعت قراءة ما سيحدث، أما بعده فعليها أن تكشف لماذا حدث وذلك من خلال البحث مع كل أطراف الحدث، سابقاً كان هناك تخصص بين الصحفيين في تغطية كل الألعاب، باختصار كانت مهمة الإعلامي بالصحافة والتلفزيون شاقة وممتعة. * الملاعب ذكرى جميلة بالنسبة لك فلماذا توقفت وما الفارق بينها وبين عملك في صحيفة الرياضية والرياضي؟ * الملاعب الرياضية كانت تصدر عن جريدة المدينة، وكانت مجرد فكرة لجريدة أسبوعية مخصصة للحوارات والآراء، ووجدت الفكرة ترحيباً من رئيس التحرير في ذلك الوقت وقراراً بسرعة الصدور، كنت أبحث من خلالها عن الآراء المتواجهة المختلفة، فقد كان يكتب فيها الاتحادي والأهلاوي والنصراوي والهلالي، ربما كان الحضور النصراوي أكثر، لأن الهلال كانت له صحافته المميزة والممثلة في "الرياض" والجزيرة، وكان وجود النصراويين أكثر لأن ليس لهم غيرها، ومنها بدأ ظهور إعلاميين نصراويين مميزين وكذلك أهلاويون. الملاعب كانت الجرأة فيها أكثر من غيرها رغم أن الجميع تحت نظام واحد. أما لماذ توقفت، فالسبب يعود لتركي جريدة المدينة إلى الرياضية، بصراحة الرياضية كانت امتداداً للملاعب في سياستها، لكن مع الحرص على الخبر أيضاً، الملاعب محلية، الرياضية عربية، كان لها مندوبون في كل الدول، كما أنها كان لها سبعون مندوباً داخل المملكة، بحكم أنها تصدر عن شركة إعلامية كبيرة. "الرياضي" كانت طموحاً كبيراً بعد أن تم شراؤها من مؤسسها الأستاذ فيصل الشهيل، وكانت بدايتها قوية، غير أن ظروفها المالية أثرت على استمرارها، ولم تكن ضد الهلال، حتى الآن شخصياً لا أعتقد أن جريدة لا تريد زيادة عدد قرائها ومن كل الأندية، قد يكون الاختلاف في الرأي، وهذا يحسب على صاحب الرأي. * صمدت الرياضية وبقيت فيما ترنحت الرياضي وسقطت وانتهت ما الأسباب؟ * الرياضية تصدر عن شركة محترفة تملك إمكانات الدعم المالي وهو وقود الحي لأي صحيفة، بينما الرياضي كانت لشخص واحد، بناها بماله وفكره ومشكلته أنه ترك إدارتها لمن ليس له علاقة بالإعلام فهدمها. * كتبت في صحيفة هلالية وتعاملت مع إعلاميين هلاليين وأيضا ساهمت في بروز إعلاميين نصراويين كثر، ما الفارق؟ وهل مازال النصراويون يدينون لك بالجميل؟ * كتبت في صحف هلالية ومنها "الرياض"، وقد وجدت الترحيب من الجميع. وبالمناسبة علاقتي بكل الزملاء هلاليين وأهلاويين ونصراويين علاقة مميزة، بيننا الكثير من الاحترام والمحبة والعيش والملح، ومازلنا نتواصل، وأثق لو أنني أردت الكتابة الآن في أي صحيفة لن أجد غير الترحيب. نعم تعاملت مع إعلاميين نصراويين وغير إعلاميين، أكثرهم أوفياء، غير أنني تعرضت لكثير من الأذى المعنوي، من أحدهم، كان لا يرى صوتاً أعلى من صوته ولا يؤمن باختلاف الرأي!! أدعو له. * سطوة الإعلام المرئي * حالياً ربما أن هناك من يرى أن الإعلام المرئي مؤثر هل تؤيد ذلك وما أسباب سيطرة أصحاب الميول النصراوية على المرئي بشكل أكبر بدءاً من قناة الرياضية ونهاية ببقية القنوات الأخرى؟ وهل ترى أن ذلك كان مخططاً له في وقت مبكر أم جاء صدفة وفي غفلة إعلام الفرق الأخرى؟ * نعم الإعلام المرئي أكثر تاثيراً على مستوى العالم، وشخصياً أرى أن من حق القنوات الخاصة أن تختار فريق عملها وسياستها وهي لا تجبر أحداً على متابعتها، بيدك جهاز الريموت، إن لم يعجبك طرحها تحول إلى غيرها. وحتماً أي قناة لها توجه خاص جداً ستأتي مرحلة تواجه نفسها وقد تتوقف، أما بالنسبة للرياضية السعودية فكل الزملاء موجودون فيها، وجهود العاملين فيها مميزة في مثل الأحوال التي تمر بها كل القنوات. * رأيك بعمل اتحاد الإعلام الرياضي وهل ترى أنه يقوم بواجباته كاملة وطور الإعلام أم لا؟ * اتحاد الإعلام الرياضي، لست من المنتمين إليه، وبالتالي لا أعرف عنه شيئاً ولا عن المنتمين إليه، وهل أنتم منه أم لا؟!!! * الإعلام إثارة * الإثارة مطلوبة وهي حلاوة كرة القدم وتقوي تنافسها لكن هل ترى ما نشاهده في البرامج والسوشل ميديا إثارة إيجابية أم تعصباً مرفوضاً؟ * تسأل عن الإثارة؟ ألا تحبها، ألا تعرف أهميتها، هل يمكن أن تتناول وجبة دون أن تثير شهيتك برائحتها، فهكذا هو الإعلام، يحتاج للإثارة، سواء في عنوان أو طريقة الطرح في الصياغة، كما هي الحال في كل البرامج رياضية وغير رياضية، لكن لابد أن يكون ذلك في حدود لا تصل للتسفيه أو التحقير، أو المساس بالقيم. * ما أسباب الحساسية الزائدة في مواجهات الاتحاد والنصر ولماذا لا يرضى النصراويون إلا بالفوز على الاتحاد؟ * الاتحاد لا يعاني من الحساسية تجاه أي نادٍ، والنصراويون لا يريدون أن يكون الاتحاد هو النادي الذي يتنافس مع الهلال في الجماهيرية، يعتقدون أنهم سيأخذون مكانه إن غاب، وهذا من الأوهام، حتى الآن مايزالون يعانون من هزيمة الاتحاد لهم على كأس الملك 3-5 رغم أن الجيل الحالي من النصراويين لم يلحقوا بها، لكنهم يتوارثون عدم حب الاتحاد، هذا شأنهم، ولعل آخر مباراتين أشعلت توترهم، كانتا هزيمتي الاتحاد لهم في الموسم الماضي. * في الإعلام هناك محاولات لا تتوقف من قبل إعلاميي النصر لجر إعلاميي الاتحاد إلى صفهم ومهاجمة الهلال ما رأيك؟ * أنت تقول يحاولون، أثق أن إعلاميي الاتحاد غير مهتمين بذلك، وللتاريخ النصر دائماً هو المستفيد من الاتحاد، مادياً وإعلامياً، وكان آخرها دعم منصور البلوي لهم مادياً، عندما كانوا يواجهون أزمة في خزينتهم، فعلاً مر الاتحاد بأزمة حراسة وطلب الأمير طلال بن منصور حارساً من النصر، الذي كان لديه أربعة حراس، لكن النصر رفض، علماً أن مبروك التركي، أخذه النصر من مقر نادي الاتحاد الذي كان يقيم فيه، في الليلة التي كان الاتحاديون ينتظرون أن يسجلوه في الصباح في كشوفات ناديهم، حضروا في النهار فلم يجدوا مبروك وفوجئوا أنه قد طار إلى النصر!! * احتياجات الاتحاد * ما أسباب مشكلات الاتحاد؟ * مشكلات الاتحاد متوارثة، كلما جاءت إدارة تريد أن تبدأ بفكرها، لكن المشكلة الحالية هي عدم توافق الفكر الإداري، ما تسبب في إبعاد لاعبين حملوا النادي أعباء مالية، وإحضار بدلاء كانوا الأسوأ، الاتحاد أكبر من فكر الرئيس الحالي ونائبه المسيطر على كرة القدم، ربما التغييرات الأخيرة تحسن الوضع، لكنها لن تحل الإشكال، الاتحاد يحتاج لرجل مقنع بفكره وإنتاجه كما كان المسعود - يرحمه الله -، استطاع أن يجمع الاتحاديين، منهم متفقون معه أو مختلفون معه في التفكير، إذا لم يهبط الاتحاد هذا الموسم، فلن يهبط بعده، سيسخر الله من يستطيع إدارته. * للموسم الثاني على التوالي يبتعد الاتحاد عن المنافسة بل ويهدد بالهبوط برأيك ما الأسباب؟ * توارث الأفكار الإدارية غير المتوافقة، إضافة إلى ضعفها، الفكري والمالي، في الموسم الماضي تمكن الاتحاد من تجاوز الهبوط بدعم تركي آل الشيخ. بعدها انسحب لؤي ناظر وترك النادي يعاني من التزامات مالية، وزادت الأمور تعقيداً إدارة أنمار، الذي تحرك أخيراً، بعدة قرارات، لكن لم يتخذ القرار الأهم وهو إبعاد الكعكي عن الكرة وعن النادي حتى يتخلص الاتحاد من المراهقة الفكرية. * ما أسباب تراكم الديون على الاتحاد وعودتها هذا الموسم؟ * مشكلة الديون التي تم حلها بمبادرة ولي العهد، أعادها لؤي ناظر، بسبب توقيعه عقوداً مبالغاً فيها من حيث القيمة والمدة الزمنية، لم يلتفت أحد في ذلك الوقت لهذا، لأنهم كانوا مهتمين بعدم الهبوط الذي نجح لؤي في تجاوزه، لكنه غادر وترك الاتحاد متورطاً بالديون، ثم إدارة تعاملت مع الموقف بعشوائية وفكر حواري مع الأسف. * لم يتم تكريمك كقامة إعلامية كبيرة لماذا؟ * أنا - ولله الحمد - كنت الإعلامي الوحيد الذي تكرم من الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله -، ممثلاً للرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة، كما كرمت عربياً في أكثر من مرة وأخيراً آسيوياً، وأشكر أخي الدكتور رجاءالله السلمي على هذه المبادرة، التكريم الأهم أن هنا من يذكرونني بخير، وأنتم منهم، وإلا ما كان هذا الحوار. * وجهة نظرك في تصرف رئيس الهلال فهد بن نافل عندما رفض عرض وكيل رومارينهو وبلغ أنمار الحائلي بما حدث؟ * تصرف الأستاذ ابن نافل مع الاتحاد في موضوع رومارينهو، كان من رجل مثالي يرأس نادياً مثاليًا، كما أنه ساهم بذلك التصرف في كشف ما كان غائباً عن الاتحاديين، ونبههم إلى أهمية التحرك السريع الذي نتجت عنه قرارات أنمار الأخيرة. * العالمية * عالمية الاتحاد والهلال أنت من الذين قالوا إنها جاءت من الملعب وبلقب قاري بينما وصفت عالمية النصر بأنها بلا لقب وبالترشيح هل مازلت عند رأيك أبا نواف؟ * أنا قلت إن النصر وصل للعالمية بترشيح من الاتحاد الآسيوي بعد منافسة فريق صيني له، ولا يجب أن ينسى النصراويون دور الأمير وليد بن بدر في ذلك، كما أن مشاركة النصر في البطولة الآسيوية كانت بترشيح من اتحاد الكرة، بينما الاتحاد والهلال تأهلا من الملاعب وليس المكاتب! * فوز الهلال بكأس آسيا وتشريفه للوطن في كأس أندية العالم ماذا يعني لك؟ * فوز الهلال بكأس آسيا هو فوز للكرة السعودية، كما كان فوز الاتحاد من قبل، غير أن فوز الهلال جاء في وقت تحتاج فيه الكرة السعودية إلى هذا النوع من البطولات. * رأيك في البرامج الرياضية الحالية وكيف يمكن تطويرها؟ * لن تجد برنامجاً يرضي الجميع، وبصفة عامة تحكم هذا نسب المشاهدة، توجد اجتهادات لا يعرفها إلا من مارسوا العمل، الحكم من خارج المشهد يختلف، ولكل برنامج جمهوره، وهذا على مستوى العالم خاصة العالم العربي، الدوري السعودي يستوعب أكثر من برنامج. * إعلام الاتحاد افترق وضعف كثيراً ما الأسباب؟ * إعلاميو الاتحاد يختلفون من أجل ناديهم، حتى وإن شذ أحد منهم فقطعاً سيكون لفترة، يتخلى بعدها عن ذلك الشذوذ الفكري، ويعود للجماعة حيث يد الله. * عبدالعزيز شرقي متى يعود ويكتب ويذكر بأطروحاته الموضوعية والقوية والمثيرة؟ * العودة للكتابة تحتاح إلى لياقة لم تعد متوفرة ولهذا أنا أجيب عن أسئلتكم بأقصى ما أستطيع تجاوبًا لاهتمامكم وتقديراً لجريدتكم الموقرة. * بحكم خبرتك وقربك من الاتحاد والأهلي ألا تلاحظ أن التنافس القوي بينهما ضعف إن لم يكن انتهى إذ لعدة مواسم لا حديث ولا إثارة في مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الرياضية إلا عن الهلال والنصر لدرجة أن جماهير وإعلاميي الاتحاد والنصر أصبحوا يوجدون في النقاشات والمناكفات بين الفريقين في البرامج وبمعنى آخر هناك من نسي الاتحاد والأهلي وترك ناديه ودخل على خط الهلال والنصر فيما اختفت الصراعات القديمة على طريقة سوف أدمر الأهلي وغابت الإثارة في مواجهات الفريقين؟ * الظروف التي تحيط بالاتحاد، جعلته يبتعد عن مسرح المجادلة، وهذا يعود لعدم الاستقرار إدارياً وفنياً وأعتقد أن الاستقرار الإداري هو الأهم متى كان في هذا الموقع من هو ذو قدرة فكرية وذو قبول عند الجميع، وهذا ما يفتقده العميد، ومع ذلك أجد أن الجدل حول الاتحاد موجود بين الاتحاديين، وهناك من يحاول أن يستغل الظروف ضد هذا النادي كردة فعل بدأت تظهر في الموسم الماضي، الأهلي مايزال مسترخياً تحت المظلة التي أسسها الأمير خالد بن عبدالله، لكنه بدأ يقترب من حال الاتحاد وقد يتجاوز ذلك قريباً، وحال الجدل فيه يقوم على البحث عن شخص يعوض الأمير خالد وهذا صعب جداً، أما لماذا المناقشة هلالية نصراوية فأنا أراها من طرف واحد هو من يتحدثون باسم النصر، بينما الهلاليون لا نسمع لهم صوتاً لثقة في أنفسهم وهم يفضلون أن تتحدث منجزاتهم لا ألسنتهم، وهذه حال الهلال منذ عرفناه، هو القلق الدائم عند النصراويين وأضيف إليه الآن الاتحاد. باختصار الأهلي بات قريباً من الاتحاد بينما الهلال في السماء بعيداً عن النصر. * كلمة أخيرة؟ * كلمتي لجمهور الاتحاد، هذا الجمهور الصابر المثابر له أجر الصبر وله على المثابرة الشكر، فهو الاتحاد الحقيقي ولولاه لبقي الاتحاد غارقاً في المشكلات بسبب إدارة لا تعرف حال فريقها، لكن أيقظها جمهور الاتحاد، وهذا الجمهور مطالب بالدعم الآن حتى تمر المرحلة الحالية، خاصة وهم يدركون أن القرار في الآخير لهم. مع الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - والدكتور صالح بن ناصر ومنصور الخضيري الاتحاد في خطر مع عدد من الإعلاميين السعوديين في مهمة دولية أنمار الحائلي فهد بن نافل