لم يسلم أحد من"منشاره"الأسبوعي في صحيفة"الجزيرة"، وإن كان النصر مادته الدسمة، أحمد الرشيد مزج الكتابة بالسخرية، فبتنا نقرأ نقداً مغلفاً بالنكتة... ضيفنا أثبت طوال 20 عاماً أنه كاتب رياضي بدرجة رسام كاريكاتير، توقع الرشيد ألا يقام اعتزال لماجد، وتمنى نهاية تليق بسامي، واعتبر أن التنافس الهلالي - النصراوي أرقى من التنافس الاتحادي - الهلالي. الحوار مع الرشيد يحفزك على التأهب... فكان هذا الحوار:اعتبر أن جستنيه نال شهرته من الهلاليين... وقال إن الكتّاب الرياضيين مُحصّنون "بلدياتك"محمد الدويش اعتزل الكتابة بمقال طلب مسامحة الجميع ثم عاد كيف تفسر عودته؟ - أول سؤال عن الدويش قوية وأنت هنا ستزيد من خيلاء الطاووس النصراوي، وبالمناسبة فالدويش كاتب أسلوبه جميل ولغته جيدة، لكن ذكائه كثيراً ما خذله وقد اختار الاعتزال مكرهاً لا بطلاً، فبعدما أصبحت أوضاع فريقه النصر لا تسعفه ولا تشجعه على الكتابة، اكتفى في آخر عمره بمهاجمة الهلال والهلاليين، وعندما وجد أن أوضاع الهلال تتطور وأحوال فريقه تتدهور لم يجد بداً من الاعتزال، أما تفسيري لعودته فربما أنه يبحث عن حفلة تكريم لأن اعتزاله السابق مر مرور الكرام، وأظنه كان يتوقع وقتها أن الجماهير ستردد"لا تعتزل يا أبا سليمان لا لا"على طريقة الجماهير مع النعيمة، لكن كما قلت فقد خانه ذكاؤه من جديد وعاد ليكتب في المكان الخطأ. النصر قضيتك... لماذا؟ - أنا بصراحة أستمتع بالكتابة عن النصر، وصحيح أنني أسخر كثيراً من بعض أوضاع النصر لكنني أتحدى أي نصراوي يقول إنني في يوم من الأيام تجاوزت الخطوط الحمر أو تعرضت لجوانب شخصية، فأنا أحرص على اختيار كلماتي وأرتقي بأسلوبي حتى ولو كان ساخراً، أما لماذا النصر قضيتي فكما قلت تربطني بجماهير النصر عشرة عمر ومن خلال ردود الفعل الشخصية أو عبر المنتديات الصفر، وجدت أن أكثر قرائي من النصراويين، فمن حقهم أن أمنحهم المساحة الأكبر من الزاوية، ثم إنني ولا فخر أكتب لمصلحة النصر أكثر من الكتاب النصراويين الذين تشتتوا، فقسم منهم في جيب الإدارة والقسم الآخر تفرغ للكتابة ضد الهلال! ثم يا عزيزي النصر في سنواته الأخيرة صار كمن يشارك بلوحة خشبية ليس فيها أي بعد فني في معرض للفنون التشكيلية، وفي كل مرة تدخل المعرض الدوري تكتشف المزيد من عيوب تلك اللوحة وتكتب عنها! أشهرت صديقك النصراوي إعلامياً لكنك قدمته ساذجاً... لماذا هذا التحامل؟ - هذا ليس تحاملاً فالرجل حي يرزق ولمعلوماتك فأنا أقدمه في زاويتي بعد التحسينات وهو رجل طيب"اللي في قلبه على لسانه"وهو لذلك مصدر رئيسي ينقل لي جوانب متعددة في البيت النصراوي! ماجد ليس أسطورة هل لا تزال لا تعترف بموهبة ماجد عبدالله؟ ولماذا لا يكرم، وهل ترى موعد 9-9-1429ه مناسباً؟ - من قال إنني لا أعترف بموهبة ماجد عبدالله هذا النجم الكبير الذي تفوق شعبيته فريقه، لكنني لا أعترف بالهالة الإعلامية التي يحاط بها حتى اليوم! صحيح أنه كان فلتة في زمنه، لكن ما كان يقدمه ماجد قبل 20 عاماً صار عادياً اليوم، فسعد الحارثي في عامه الأول مع المنتخب سجل هدفاً كنا ننظر إليه في زمن ماجد على أنه خارق للعادة، بل شاهدنا أهدافاً لياسر القحطاني ومالك معاذ لم تعرف لها فترة ماجد مثيلاً! أيضاً أنا لست مع من يلقبون ماجد بأسطورة الكرة السعودية، فماجد صنع مجداً شخصياً لنفسه ولم يقترن هذا بإنجازات توازيه على مستوى المنتخب ولهذا فاللقب بحسب الأرقام والنتائج لا يستحقه غير سامي الجابر. أما لماذا لم يكرم ماجد فهذا سر من الأسرار المدفونة، ولا أرى أن 9-9-1429ه مناسباً لتكريمه لأنه قريب جداً! التنافس انتقل بين الهلال والاتحاد وأنت تعيش نغمة التنافس القديم بين الهلال والنصر؟ هل أنت لا تؤمن بالمستجدات؟ - أنا ابحث عن الإثارة والهلال والاتحاد ليس فيهما ما يثير، فكلاهما مؤهل لأن يفوز ويحقق بطولة، لكن عندما أجد فريقاً يريد أن يلبس ثوباً غير ثوبه ويظهر بشكل مثير للسخرية أستأنس عليه! لكن كلمة للتاريخ فالتنافس الهلالي - النصراوي أرقى من التنافس الهلالي الاتحادي فالتنافس الأول صنع النجوم والآخر دمرهم! يقولون إن الهلاليين يقسون على ناديهم أكثر من"الغرباء"؟ - علشان كدا الهلال قوي والهلال للهلاليين، لذلك ترى الإدارات تتعاقب على رغم ما تحققه كل منها من إنجازات لكن على بعض الهلاليين أن يكونوا واقعيين في تعاملهم مع فريقهم، فالسيطرة على كل البطولات وفي كل المواسم أمر مستحيل! كيف تصف الواقع الرياضي حالياً؟ - أنظمة متطورة وتطبيقات لا تزال عشوائية، والعيب كل العيب في التنفيذيين من إداريين ولاعبين وإعلاميين، أنتظر بأمل التشكيلات الجديدة للاتحادات الرياضية، وأرجو أن تكون عضويتها للمتخصصين وليست مجرد علاقات عامة، وأتطلع لأن تعم ثقافة الاحتراف بمواصفاته العالمية فأزمتنا الحقيقية في وسطنا الرياضي هي أزمة فكر. الكتاب النصراويون لم يعودوا يدافعون عن حقوق ناديهم، وباتوا مدافعين عن الاتحاد... لماذا هذا التحول؟ - أولاً ناديهم يأخذ حقوقه كاملة وبشكل يفوق أندية الصدارة، والاستثناءات دائماً من نصيبه، وهو لذلك ليس بحاجة لدفاعهم أما تحولهم للاتحاد فسببه الأمل في تعطيل الهلال وتحقيق الفوز عليه الذي صار فريقهم عاجزاً عن تحقيقه في سنواته الأخيرة، وهم يذكرونني بالطفل الصغير عندما يضربه ولد الجيران يقول"هيَّن أعلم أخوي الكبير". من يعرفك جيداً يدرك أن صورتك المنشورة أسبوعياً التقطت لك قبل 15 عاماً... لماذا لا تنشر صورتك الجديدة؟ - الصورة ليست قديمة إلى هذا الحد، لكن أنا تغيرت، ويبدو أن شماتتي من تمسك النصراويين بكل ما هو قديم وحديثهم على طريقة"كان يا ما كان"جعلتني أتمسك بهذه الصورة، وعلى كلٍ زودتك بأحدث صورة أرجو أن تنشرها مصغرة جداً. لسنا محصنين مقالاتك في"الجزيرة"لا يلحقها التغيير فأنت من المحصنين ضد التغيير؟ - الحصانة يتمتع بها كل كتاب القسم الرياضي في"الجزيرة"وهم أهل للثقة، وكلهم على مستوى كبير من الوعي والثقافة، وزميلنا مدير التحرير الأستاذ محمد العبدي نوعية نادرة من الصحافيين القياديين ورجل مهني، والعمل معه ممتع، قاد"الجزيرة الرياضية"لتجمع بين قوة الرأي والانفراد بالخبر، وجعل منها منبراً لصناعة الأحداث في الوسط الرياضي. الوسط الرياضي... اختلط الحابل بالنابل قلت لي إنك مللت الوسط الرياضي والكتابة فيه، لماذا هذا السأم؟ - بعض مظاهر عدم الانضباط سواء في السلوك الميداني أو في التصريحات الصحافية، واختلاط الحابل بالنابل في الإعلام الرياضي، وغياب الروح الرياضية عن الكثير من المواقف، كل هذا يشعرك بالاشمئزاز والملل. قابلت الكثير من المشكلات بسبب"منشارك"ما أقواها؟ - الحمد لله لا توجد أية مشكلات، فأنا أحترم نفسي وأعرف حدودي، صحيح أن بعض الناس لا يتقبلون النقد، لكن هذا لا يمنعني من انتقادهم متى دعت الحاجة، ومن المواضيع التي ما أزال أتذكرها بيان أصدرته إدارة أحد الأندية ليس النصر قبل سنوات عدة موجَّه للرئاسة العامة لرعاية الشباب، بشأن بعض قضايا التحكيم والحكام، وانتقدت يومها مضامين البيان وكونه نشر في الصحف قبل أن يصل إلى الرئاسة، وفي اليوم التالي صدر تصريح لمصدر مسؤول يؤيد ضمناً ما كتبته، وفي اليوم الثالث استقالت الإدارة. كيف تصف التراشق الصحافي بين الإعلاميين؟ - المشكلة ليست فقط في التراشق الإعلامي بين الإعلاميين بل في مستوى ونوعية ما يطرح في وسائل الإعلام الرياضي، وساعد على ذلك التوسع في الصفحات الرياضية والبرامج التلفزيونية، في غياب الرقابة التي لا تزال عائمة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام، والبلوي زاد الطين بلة بدعمه ورعايته لصحافة الأندية، على رغم ما يحسب له في هذا الجانب، كونه كشف نوعية الطرح في صحافة الأندية وما يمكن أن تؤدي إليه من عواقب وخيمة. يقال إن مقالات الكُتَّاب في"الجزيرة"مرتبة في ما بينكم؟ فهل هناك ترتيب بينكم؟ - في"الجزيرة"الكل محتفظ بشخصيته ومكفولة حريته، وكتاب"الجزيرة"كبار، شديدوا الاعتزاز بأنفسهم وأقلامهم، والترتيب"لعب عيال"لا تجده إلا عند الذين يقبضون في المساء ثمن ما يكتبونه في الصباح في الصحف التي تعرفها وأعرفها، ويبدو أنك غير متابع لكتّاب الجزيرة، فالمتابع يلاحظ أن كلاً منهم يأتي كل أسبوع بشيء جديد مختلف، وهذا ما أعطى الرأي في"الجزيرة"قوة وتنوعاً في الطرح. "إن لم تكن معي فأنت ضدي"هذا شعاركم يا هلاليون بحسب ما يؤكده الآخرون؟ - الذي أعرفه هو أن حقوق الطبع محفوظة للنصراويين، فكيف جيرت هذا الشعار للهلاليين؟ من هم الذين يعبثون بأعمال اللجان في الاتحاد السعودي الذين ذكرتهم في مقالك؟ - الأمين العام والعاملون في اللجنة الفنية وفي لجنة الانضباط ومن يستثمرون ثغرات نظام الاحتراف، تصور روزنامة للموسم لم نستطع وضعها كما يجب أو كما هي موجودة في كل الدول. حالات خروج عن النظام، سواء أكانت إدارية أم سلوكية، مواصفاتها واحدة، لكن القرارات حيالها مختلفة! السماح والمنع والتأجيل وعدمه، كلها لا تخضع لنظام واضح ومعروف، بل في الغالب تخضع لمزاج شخصي. كل هذا تنتج منه قرارات غير مدروسة من تلك اللجان، تؤدي لاحتقان نحن في غنى عنه. ألم تغرك القنوات الفضائية؟ - القنوات الفضائية لا تغري، فهي تجمع من هب ودب، والتميز صار لمن لم يظهر فيها، لذلك سأظل رافعاً شعار الجزيرة تكفيك. ما مستقبل قنوات الأندية الفضائية... ولماذا تنتقص من قناة النصر الفضائية؟ - مستقبل مظلم إلا إذا تطورت عقليات القائمين عليها، وصارت تدار بشكل احترافي يفتح آفاقاً استثمارية جديدة تطور إمكانات النادي، ويمكن الاستفادة من تجارب قنوات الأندية العالمية. أنا لم انتقص من قناة النصر بل انتقدت تركيزها على أهداف ماجد في الهلال وعرضها إنجازات قديمة، وداعبت النصراويين بالقول إنها تبث بالأبيض والأسود، ثم ألا ترى معي أن توقيت افتتاحها غير مناسب، فما الذي يمكن أن تقدمه القناة لفريق يصارع من أجل البقاء. كيف تتصور النهاية لسامي الجابر؟ - سامي لاعب واع يدرك حساسية المرحلة التي يعيشها، ولهذا بدأ يضع سيناريو للوداع، وأرجو أن يكون ذلك مع نهاية الموسم الحالي، كما أرجو أن يكون تكريمه في مستوى ما قدمه للكرة السعودية. زميلك في الصحيفة الحكم إبراهيم العمر لا يسلم من انتقادك المتكرر لماذا؟ أليست 13 عاماً كافية لنسيان أحداث مباراة الهلال والنصر التي أدارها العمر؟ - إبراهيم زميل وصديق، لكن لأن النصراويين يحاولون التعتيم على هذه الذكرى أعمل على استرجاعها كلما تحدث النصراويون عن التحكيم، لإقناعهم بأن النصر مثله مثل غيره يتضرر ويستفيد من التحكيم، وما فعله إبراهيم في ذلك النهائي ليس بالهين ولا ينسى. ماذا تقول عن الأسماء الآتية: عبدالعزيز الشرقي: - ما بناه في"الرياضية"هدمه في"الرياضي"، وليته يعود كما عهدناه، ويفكر بمستوى العمل الذي يديره وبالطاقم الذي يعمل معه. خلف ملفي: أدب وذوق ومهنية، يقود طاقماً ذهبياً صنع رياضة نموذجية في الشرق الأوسط، فقط ليته يقلل من الظهور الفضائي والأرضي. عدنان جستنيه: الوسط الهلالي أسهم في ترويج بضاعته الفاسدة، لذلك نال شهرة كبيرة عوضته عن أيام السمسمية! محمد البكر: أفضل معلق وأفضل كاتب زاوية يومية. مساعد العبدلي: رجل محترم وهو أكثر صحافي نصراوي يكتب عن النصر. وليد الفراج: وليد مهني بالاكتساب. أحمد الشمراني: ليته يتواضع ولو قليلاً.