فُجعت اليمامة الصحفية بفقد الصديق الأستاذ فهد بن راشد العبدالكريم بعد سنوات طويلة حافلة بالجهد والتعب أمضاها في مؤسسة اليمامة الصحفية بين مجلة اليمامة وجريدة «الرياض»، رحل بصمت بعد معاناة طويلة مع المرض لم تمنعه من محاولة تجاهل آلامه وأوجاعه كلما وجد لديه الحنين لزيارة المكان الذي أحبه منذ أيام شبابه الأولى، والاستمتاع بالحديث مع من أحبهم داخل هذا المكان، متجولاً في أركان المؤسسة ليبعث لديهم الأمل بأنه يملك القدرة على مصارعة هذا المرض الخطير. في أيامه الأخيرة وعلى الرغم من صعوبة مرضه ومعاناته لم أسمع منه يوماً الضجر أو التذمر من صحته، كان شاكراً حامداً لله - عز وجل - بشكل دائم متسلحاً بإيمان راسخ وثقة بقضاء الله وقدره. المصاب جلل والفقد كبير لنا وللصحافة السعودية، فالراحل قضى عمره في جنباتها صوتاً مخلصاً لوطنه ولقضاياه يقف معه في السراء والضراء متناسياً مصالحه الشخصية واضعاً في مخيلته «الوطن أولاً». أُعزي الجميع برحيله، وأُعزي والده ووالدته وزوجته وأبناءه وبناته وإخوانه وأخواته وأسرته الكريمة الذين رافقوه في أزمته الصحية خير مرافقة، وقدموا برّه - رحمه الله - على مشاغلهم وحياتهم. اللهمّ إنّه في ذمّتك وجوارك فاغفر له وارحمه إنّك أنت الغفور الرّحيم، اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب. «إنا لله وإنا إليه راجعون»