فُجعت اليمامة الصحفية بفقد رمزها الكبير النبيل الأستاذ تركي بن عبدالله السديري بعد سنوات طويلة حافلة بالجهد والتعب والسهر، رحل بصمت بعد معاناة طويلة مع المرض لم تمنعه من التسلل إلى عشقه الأكبر "الرياض" كلما أحس بقدرته على مصارعة الألم ومقاومته ليقضي يومه ذاك متجولاً في أركان المؤسسة ينشر الفرح ويبث الطاقة الإيجابية مجدداً العهد مع محبوبته "الرياض". إن اللقب الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- على الراحل "ملك الصحافة" هو خير وصف لرجل بقامته ومهنيته العالية وعشقه للصحافة وهو أيضاً دلالة التفرد والتميز، فلقد أثرى الساحة الصحافية الخليجية والعربية، ودافع عن قضاياها ومثّلها بروح القائد والخبير. في أيامه الأخيرة وعلى الرغم من صعوبة مرضه ومعاناته لم أسمع منه يوماً الضجر والتذمر من صحته كان شاكراً حامداً لله على الصحة والعافية بشكل دائم. المصاب جلل والفقد كبير لنا وللصحافة السعودية والخليجية والعربية فالراحل أحد أبرز وأهم رجالاتها، قضى عمره في جنباتها صوتاً مخلصاً لوطنه وللقضايا العربية يقف معها في السراء والضراء متناسياً مصالحه الشخصية واضعاً في مخيلته "الوطن أولاً". أُعزي الوطن برحيله وأُعزي أُسرة السديري الكرام وأسرته الكريمة زوجته وأبناءه وبناته الذين رافقوه في أزمته الصحية خير مرافقة وقدموا برّه رحمه الله على مشاغلهم وحياتهم. اللهمّ إنّه في ذمّتك وجوارك فاغفر له وارحمه إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللهمّ إنّه صبرَ على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل "إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب". إنا لله وإنا إليه راجعون. * المدير العام لمؤسسة اليمامة الصحفية