أنام وأنتظرك أصحو وأنتظرك أتحدث وأنتظرك أكتب وأنتظر أعيش حياتي .. وأنتظرك * قاسم حدّاد تحكي هذه الدراما الساحرة والتي تم تصويرها في اليابان، قصة «يوميكو»، المرأة الشابة التي تحاول الوصول إلى مفهوم الحياة، والعيش على الخسارات وتجرّع مرارات الموت. يبدأ الفيلم بمقدمة موجزة حيث نشاهد كيف ينمو الحب في الظل والضوء، عندما كانت «يوميكو» في الثانية عشرة من عمرها، كانت مسؤولةً عن رعاية جدتها، والتي من خلالها بدأت أول علاقةٍ لها مع الفقد. وتنعطف بنا الحكاية إلى مسارٍ آخرٍ من عاطفة «يوميكو»، وبداية علاقة حميمية تأخذنا قليلًا نحو عالمٍ من الحب، حتى ترمينا فجأةً بكل مشاعرنا إلى أعماق الوحشة والمأساة. فيلم يمثّل قصيدة شاعرية من الحب والخسارة، ذات كثافة بصرية وعمق عاطفي مذهل. يحتوي على القليل من الحوار والعديد من المشاهد البطيئة ذات الأنماط الغامضة والمصيرية. وبمشاهدة هذا الفيلم، يتولّد لدى المرء شعور غريب بالدخول إلى وعي الشخصية الرئيسة والرؤية من خلال عينيها، والإحساس بالوحدة الحقيقية للحزن. ومن خلال عدسة الكاميرا نرى الحالة المزاجية والروح المعتمة بالطريقة الدرامية التي تُصوّر بها اللقطة، مع طول الفترة الزمنية، بالإضافة إلى المزج الدقيق بين الألوان والظل. ودائمًا ما تعطي لمسة الغموض والموسيقى المنبثقة من أوتار الحزن والذكريات عمقًا إضافيًا للصورة. إنه فيلم مظلم، مجازيًا وحرفيًا، لوحات من المشاهد الكئيبة والجماليّة في ذات الوقت، والتي ستبقى عالقةً في دهاليز الروح البشرية، حتى تصبح صورًا مختزلة وتصدعات في مرايا الذاكرة. يعدّ فيلم (Maborosi (1995 من الأفلام المؤسسة للسينما اليابانية الحديثة. وهو أول ظهور أنذاك للمخرج «هيروكازو كوريدا»، والذي يعتبر الوريث الروحي ل»ياسوجيرو أوزو»، وتتناول سينما «كوريدا» في الغالب، مواضيع مثل: العائلات والأسرار، الحياة والموت. يعبّر عنوان الفيلم بشكلٍ ما عن «الرؤية» أو «الوهم»، ولكن بالنسبة لإصداره الياباني، كان العنوان الكامل لهذا الفيلم هو «الضوء الوهمي»، ويستند الفيلم إلى قصة يابانية قصيرة من تأليف الكاتب الياباني «تيرو مياموتو».