مكثنا طويلاً في عصر السرعة ونحن نتسابق شرقاً وغرباً، نتمنى لو كان بوسعنا أن نضغظ على زر إيقاف يبطئ لنا سرعة مرور الزمن.. كنا نتذمر كثيراً على ضيق الوقت، ونحلم كثيراً أن نملك ما يكفي منه، فلا أهدافنا السابقة ولا الحالية حققناها نظراً لازدحام جداولنا. وبلمح البصر، أصيب العالم أجمع بفايروس وبائي أرغمنا على البقاء في بيوتنا، وعلى أن ننعزل بذواتنا، لنختار إما أن نبنيها أو نحطمها كلياً، إما أن ننجز ما فاتنا ونشغل الوقت الوفير الذي أتيح لنا بتحقيق أهدافنا، أو ألا نفعل شيئاً على الاطلاق.. إما أن نجدد أرواحنا وننمو كما يجب أو نتذمر على الكوارث الذي جلبها هذا الفايروس، كارهين مانمر به من محنة.. ومتجاهلين الفرص التي تتيح لنا أن نحول كل ذلك لمنحة.. منحةً تجعلنا نحمدالله على بقائنا أحياء نرزق.. منحةً تمنحنا الكثير، تهدي لنا الوقت الضائع وتعطينا المهلة لأن نحقق مافاتنا في سباق الزمن. جميعنا تعطلت حياتنا. وجميعنا تأخرت علينا تطلعاتنا. فكم من دفعةٍ كانت ستتخرج وأنا منهم، وكم من فتاةٍ وفتى كانوا مقبلين على الزواج، كم من شخص نوى السفر والتجول، وكم من مدير تفاءل بشركته هذه السنه. ولكن بالمقابل.. الأغلب سمع بوفاة فرد من معارفه، والكثير تفرق عن أحبابه. فقد البعض صحته، والبعض فقد ماله. فمن نوى السفر مُنع، ومن أقبل على الزواج ابتعد، ومن حان تخرجه أُلتغي، ومن تفاءل بشركته حُبط. تلك المآسي اجتمعت على حدة، ولكن هل يعني ذلك أن الحياة بالفعل توقفت؟ بالطبع لا، فتوقف الحياة أمر نسبي مفترض لا أصل له. ومن المستحيل للحياة أن تتوقف.. فالشركات رغم الجائحة لا تزال تعمل، والجرائد مازالت تنشر، الطلاب والطالبات مستمرون في طلب العلم، والبيع والشراء مازال قائماًو وإن قل.. أنت مازلت تتنفس، تحيا وترزق، ورغم المآسي مازلت تعيش. لذا لم لا تتأمل للحظة ما حولك؟ مستشعراً أنك لست الوحيد الذي قاسى في ظل هذه الجائحة، وتشكر الله على ماكان وأصبح وتتمسك بالوقت الذي بين يديك وتجعله يستحق الإمضاء بدلاً من الهدر.. فالمال يأتي ويذهب.. وأما وقتك؟ فلا، هو أثمن ما تملك ولا يمكن أن تسترده بأي شكل. فاستغله بما يثريك ويبنيك لكي نخرج من هذه الجائحة جميعاً منجزين وراضين عن أنفسنا أشد الرضا بأننا لم نضع وقتنا الإضافي الذي لطالما تمنيناه، بما لا يجدي علينا نفعاً. ابدأ من اليوم، ومن الآن بالعمل لتحقيق أهدافك فإنه لم يفت الأوان بعد لذا لا تجعله يفوتك، فإن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً". أتمنى أن تجعلوا كل دقيقة من وقتكم الثمين تعود بالنفع والفائدة الكبيرة لكم.