بعد الحرب الضروس لنقص الكمامات والقفازات التي أشعل فتيلها فيروس كورونا المستجد بين الدول العظمى، يشن الخبراء الصحيون والبيئيون حالياً حرباً مغايرةً ضد هذه الواقيات الطبية التي قد تتحول من وسيلة للحماية من عدوى الفيروس إلى خطر لتفشي الوباء أكثر، وبالتالي تهدد حياة الملايين من البشر بخطر العدوى، وهذا الخطر ينال بشكل أساس الأشخاص الذين يقومون بتنظيف الشوارع إذا لم يكونوا يرتدون قفازات، والأطفال الصغار إذا التقطوا قناعاً ملوثاً من الأرض. ووصفت د. منال العنزي -طبيبة أسرة- الرمي العشوائي للكمامة والقفاز على الأرض والشوارع بالقنبلة الموقوتة، مضيفةً أن هذا التصرف يؤدي إلى تطاير الفيروسات والجراثيم في الهواء، علماً أن مدة بقاء فيروس كورونا على الأسطح القماشية كالكمامة تصل إلى ثلاث ساعات تقريباً، داعيةً إلى التخلص من الكمامة والقفاز بوضعها في الصناديق المخصصة للقمامة، ووضع الكمامات في أكياس بلاستيكية قبل إلقائها في الحاويات المخصصة لذلك، أو العمل على حرقها في حال توفرت ظروف ذلك. واعتبر د. خالد الدوس -باحث اجتماعي- أن أخلاق اللامبالين ممن يرمي نفايات الكمامات والقفازات البلاستيكية في الأماكن العامة وعلى أطراف الطرقات تحتاج إلى التعقيم والتطهير قبل تعقيم أيديهم من فيروس كورونا، مشيراً إلى أن استخدامهم الكمامات ولبس القفازات حماية لأنفسهم من جهة، وإيذاء للآخرين من جهة أخرى بعد قيامهم برمي مخلفاتهم من الواقيات الطبية على الأرض، إذ إنها أدوات صحية موبوءة ولا يمكن التخلص منها برميها في الطرقات بعد الاستخدام، فقد تشكل مصدراً خطراً على المارة وبشكل خاص على عمال النظافة عند التعامل معها، وبالتالي قد يكون هذا التصرف -اللامسؤول- عرضة لنقل العدوى عندما ترمى على الأرض.