بوريل: قرار مجلس الأمن السبيل الوحيد للتوصل إلى سلام مستدام في سورية يدخل الصراع في سورية عامه العاشر من الحرب والمعاناة والأسى. ولم ينتهِ هذا بعد. بل يزداد الأسى يوماً تلو الآخر. وأوضح الممثل الأعلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل بأن السوريين مستمرون في العيش بخوف ويأس في ظل مستقبل مقيّد، حيث إن الحرب أرغمت نصف السكان على الفرار من منازلهم في العقد المنصرم، ويواجه من بقي أزمة اقتصادية غير مسبوقة يضاف إليها تهديد جائحة كورونا (كوفيد-19). وشدد بوريل أنه في مؤتمر بروكسل الرابع حول دعم مستقبل سورية والمنطقة دعمنا بقوة جهود الأممالمتحدة من أجل حل سياسي للصراع ولأحكام قرار مجلس الأمن (2254). وأكد أن حلاً سياسياً يتم التوصل إليه من خلال حوار شامل يملكه السوريون ويقودونه بوساطة الأممالمتحدة هو السبيل الوحيد للتوصل إلى سلام مستدام في سورية. مبيناً أن البدائل الأخرى تنذر بمزيد من البؤس، يدعمه تعنّت النظام فاقد المصداقية. ونوّه أنه إضافة إلى الأزمة الإنسانية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، أمست سورية على شفير انهيار اقتصادي. حيث تواجه سورية أعلى معدل تضخم إلى الآن إلى جانب انخفاض قياسي في قيمة العملة. يصبو السوريون إلى ما يصبو إليه كل إنسان وأسرة في أي بقعة أخرى في العالم، الأمان الشخصي والوظائف ومستقبل لأولادهم. بعبارة أخرى، يحتاجون إلى آفاق المستقبل. يدعم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه السوريين في كل مكان منذ نشوب الصراع. إذ تمّ تأمين أكثر من 20 مليار يورو من خلال المساعدات الإنسانية ومعونات ترسيخ الاستقرار ومتطلّبات الصمود منذ عام 2011. وأعرب بوريل عن بالغ الامتنان لما يُبديه الأردن ولبنان على وجه الخصوص من تضامن. فهي ترعى ملايين اللاجئين السوريين. وعن العقوبات المفروضة على النظام السوري، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية: "منذ عام 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عقوباتٍ نتيجة لما يقوم به النظام وداعموه. والهدف من تلك التدابير والعقوبات الضغط على النظام السوري لوقف القمع، والتفاوض من أجل تسوية سياسية مستدامة للأزمة السورية، انسجاماً وقرار مجلس الأمن الأممي 2254 وبرعاية الأممالمتحدة". منوهاً بأن، تلك العقوبات تستهدف أفراداً وكياناتٍ محددة بعيداً عن أفراد الشعب السوري. وهي لا تمنع تأمين المعونة الإنسانية أو تصدير الغذاء أو الدواء أو التجهيزات الطبية. وأضاف، اليوم، نريد أن نخبر الشعب السوري وشعوب البلدان التي تستضيف اللاجئين بأننا ندرك معاناتهم، وبأننا مهتمون وسنواصل الوقوف إلى جانبهم. واختتم الممثل الأعلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل حديثه بالقول: "نعلم أن حلم اللاجئين السوريين العودة إلى الوطن. نحن على استعداد لجعل الحلم حقيقة لدى توفر الشروط. لكن إلى أي وطن؟ من غير الواقعي أن نتوقع عودة اللاجئين إلى تهديد التوقيف أو التعذيب أو الإجبار على خوض حرب أرادوا الفرار منها. ينبغي ضمان أمان حياتهم وممتلكاتهم. ونعلم أن الاستقرار الضروري من أجل المصالحة وإعادة إعمار سورية سيتوفر فقط عندما يتخلى النظام عن الوحشية ويباشر في عملية حوار سياسي حقيقي، مدعومة بتغييرات وخطوات ملموسة من شأنها مداواة جروح سورية، سيظّل هذا هدفنا. شعارُنا هو أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل سورية. بصفتنا الاتحاد الأوروبي، سنقف إلى جانب الشعب السوري في ذلك".