أخيتي أخيتي أخيتي منيرة: أخيتي حبيبتي منيرة لا أعرف هل أرثيك أو أعزي نفسي فيك يا الغالية، في مساء الخميس الرابع من شوال 1441ه فجعت بوفاة أخيتي الغالية منيرة بنت عبدالرحمن محمد الفهد التويجري، أم عبدالله بن عبدالعزيز العمر الربيعان، وذلك بعد معاناة من المرض العضال تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها مع والدينا بجنات الفردوس سائلا المولى لابنها البار الوحيد عبدالله وبناتها ولإخوتها وأخواتها حسن العزاء وجميل الصبر وعظيم الثواب، وإنا لله وإنا اليه راجعون. أخيتي عانت من الأمراض ما الله به عليم في سنتيها الأخيرتين، أرجو من الله - جل وعلا - أن يضاعف لها الأجر والمثوبة نظير ذلك وهي صابرة محتسبة. أخيتي صديقتي ورفيقة عمرى في طفولتي المبكرة والمتأخرة لقد تخلقت بأخلاق أمها أمنا (الهيل) - رحمها الله - بالكرم والجود ومد اليد قريبة من ربها ذات الدعاء المبكي. أخيتي رحمها الله ذات عقل وتفكير وحسنت التدبير وذات فطنة وحذر وقد أوصت بدفنها بالحال لأنها استقبلت ما استدبرت وعلمت أننا نعيش شهورا مع هذا الوباء المؤلم (كورونا - 19) وحتى لا تكلف وتخاطر بأخوتها وأخواتها (الساكنين خارج بلدتها الشيحية) وتعرضهم لهذا الوباء لا سيما أن منهم كبير السن وذا الأمراض المزمنة، ورأفة بهم فقد أوصت ابنها عبدالله بدفنها في الحال، رحمك الله أخيتي، أي أنها لم تعطهم فرصة للسفر إليها. أختاه لقد أحسنت الاختيار وأجملت الوصية وقد ضربت أروع الأمثلة في الإنسانية وهذا يؤكد عمق تفكيرك ورجاحة عقلك، فاللهم أنزل عليك شآبيب الرحمة وأنت في قبرك ويوم تلقين وجه الله الكريم مع النبيين والشهداء والصالحين بإذنه سبحانه. أختاه كم آلمنى البعد عنك وحرماني من زيارتك وحرماني من الصلاة عليك ومن وداعك ورؤية وجهك والاشتراك بدفنك بسبب تلك الجائحة التي عصفت بالعالم أجمع (فيروس كورونا - 19) فأصاب الملايين وقتل ما قتل من الأنفس البشرية، فاللهم يا رب ويا مسبب الأسباب أسألك أن تنزل على هذا الوباء عقابا منهيا له فترفعه عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين وعن العالمين أجمعين وبلا رجعة إلى أن ترث الأرض ومن عليها وأن تمنع عنا كل وباء قادم وأنت القادر على ذلك. أخيتي وداعا - أختي الغالية لن ننساك من الدعاء - بإذن الله - وإلى أن نلتقي في يوم عظيم مهيب أمام رب العالمين. الحزن يقلق والتجمل يردع .. والدمع بينهما عصي طيع يتنازعان دموع عين مسهد .. هذا يجيئ بها وهذا يرجع..