تميزّت المرأة السعودية على مر العصور بأدوارها المهمة في المُجتمع. وخلال الجائحة العالمية الحالية (كوفيد 19) أظهرت عزيمة وشجاعة حقيقية وروح عالية. إنها تلك المرأة ذاتها التي اهتمت ببيتها وأطفالها عند غياب الرجل لشهور طويلة خلال رحلات التعليم والتجارة والرعي والزراعة والعمل، إنها المرأة التي نهضت لمواجهة التحديات خلال هذه الأزمة، فقد شهدنا الكثير من التحركات للمرأة السعودية في مُختلف أوجه الحياة بدءاً من كونها من أوائل ملبي النداء سواء من مهندسات وعالمات ومتطوعات لخدمة المجتمع. فقد رأينا من سيدات الأعمال السعودية من قامت بتقديم مبادرات للجهات الرسمية لمواجهة فيروس كورونا؛ عبر إطلاق مُبادرات للمساهمة في مواجهة الفيروس المستجد حيث قامت بعضهن بتوزيع مُعقمات وقفازات وقائية وكمامات على رجال الأمن المنتشرين في الطرقات، وذلك لحمايتهم من فيروس كورونا كما هيأت سياراتها الخاصة لتوصيل الطلبات من الصيدليات إلى منازل المواطنين مجاناً ومن دون مقابل حتى انتهاء فترة حظر التجوال بالإضافة إلى مبنى تبرعت به لوزارة الصحة مع تجهيزه بثلاثين سريراً طبياً. كل هذا وأكثر من المرأة السعودية ما كان إلَّا بفضل القرارات الحكيمة التي أمرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - باتخاذها على التوالي منذ ظهور فيروس كورونا والتي أسهمت في رفع الوعي الصحي في المجتمع، وبالتالي رفع الوعي لدى ربات البيوت والأسر، ليسهمن في حماية الوطن من هذا الوباء؛ مسؤولية اجتماعية وأسرية تعاظمت ووقعت على عاتق المرأة السعودية في ظل هذه الظروف، إذ أنَّ تحملها يضمن نجاح الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمجابهة انتشار الفيروس المميت، فالمرأة هي خط الدفاع الأول عن الأسرة، وحمايتها من ألَّا ينال كوفيد-19 أحداً من أفرادها، ولن يتحقق هذا الهدف المنشود دون مشاركة المرأة، فهي المسؤولة عن الحث والتذكير بأهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدي، وهي أيضاً تُسهم في رفع مناعة أفراد أسرتها بتقديم الغذاء الصحي المناسب لهم، كما أنها القادرة على توفير عوامل الجذب التي تشجع أفراد الأسرة على الالتزام بالبقاء في المنزل أثناء الفترة المفروضة لعدم التنقل. بينما أولى «سيدي خادم الحرمين الشريفين» -حفظه الله- الشعب السعودي بالمزيد من المسؤولية والالتزام والجدية والانضباط خلال فترة منع التجول لتجنب زيادة أعداد المصابين بالفيروس سريع الانتشار، كما أشاد بمسؤولية المرأة ودورها الحيوي والمهم في هذه الأزمة، فقد خُصت المرأة بدعوة خاصة تقديراً للدور والمكانة التي تستحقها، مطالباً بتقديم الدعم، ومشدداَ على أهمية مرور الفترة القادمة بأقل حجم من الضرر لأن العبور من هذه الفترة الزمنية يعني عبور مرحلة صعبة؛ إنَّ وجود النساء في صميم جهود التصدي ضد جائحة كورونا يُؤكد مبدأ المساواة بين الجنسين، وأنهن يُقدمن مساهمات أساسية كقادة في الخطوط الأمامية، ومهنيات في المجال الصحي، ومُتطوعات في المجال المُجتمعي، ومديرات للنقل واللوجستيات، وعالمات، وأكثر تضرراً من الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية لتفشي المرض.