شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء السبت هجوماً عنيفاً على منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة المرشّح الديموقراطي جو بايدن، واصفاً نائب الرئيس السابق بأنّه دمية في يد «اليسار الراديكالي». وفي أول مهرجان انتخابي ينظّمه منذ أكثر من ثلاثة أشهر حين جمّدت في الولايات المتّحدة كلّ التجمّعات بسبب تفشّي وباء كوفيد-19، قال ترمب: «في أميركا التي يريدها جو بايدن يتمتّع السارقون والأجانب المقيمون بطريقة غير شرعية بحقوق أكثر من الأميركيين الذين يحترمون القانون». وأضاف ترمب في خطابه أنّ منافسه الديموقراطي في انتخابات نوفمبر لم يحقّق أي إنجاز خلال سيرته المهنية في واشنطن على مرّ نصف قرن. وشدد ترمب على أن بايدن ليس زعيم حزبه، إنما هو دمية في يد اليسار الراديكالي. وتابع «لقد استسلم جو بايدن لعصابة الجناح اليساري. بصراحة، هل هناك أحد يعتقد فعلاً أنّه يسيطر على هؤلاء الراديكاليين المهووسين؟». وحذّر ترمب الأميركيين من أنّه «إذا انتُخب بايدن فهو سيسلّم بلدكم لهذه العصابات، هذا أمر مؤكّد 100 %». كما اتّهم الرئيس الجمهوري منافسه الديموقراطي بأنّه يعاني من خطب في صحّته. كما شكّك ترمب بقدرات بايدن الذهنية، وقال «هل تعلمون ماذا يقول بايدن لزوجته عندما لا يخلط بينها وبين أخته؟ أخرجيني بحقّ الله من هنا، هؤلاء الناس مجانين، هذا ما يقوله. هو لا يسيطر على شيء بتاتاً». واتّهم ترمب بايدن بأنّه لا يفهم حتى معنى الردود التي تصدر باسمه. وقال «عندما أقرأ عبارات معقّدة للغاية ومكتوبة بكلمات منتقاة بعناية أقول جو لم يقل هذا، جو لا يفهم حتّى معنى هذا الكلام». وهاجم ترمب الاحتجاجات المناهضة للعنصرية ودافع عن إدارته لأزمة فيروس كورونا في محاولة لتنشيط الحملة الرامية لانتخابه لفترة جديدة. وحمل وسائل الإعلام مسؤولية تثبيط همم أنصاره عن الحضور واستشهد أيضا بسوء تصرفات المتظاهرين في الخارج لكنه لم يسلم بالتحديد بأن عددا كبيرا من المقاعد في مركز بوك الذي يسع 19 ألفا كان خاليا. وسعى ترمب لاستغلال المناسبة لتنشيط حملته الانتخابية بعد أن تعرض لانتقادات شديدة بسبب إدارته لأزمة كورونا ومقتل جورج فلويد الأميركي الأسود الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في قبضة شرطة منيابوليس. وقال لأنصاره «يحاول الهمج اليساريون المعتوهون تخريب تاريخنا وتدنيس نصبنا التذكارية الجميلة وهدم تماثيلنا ومعاقبة أي شخص لا يتوافق مع مطالبهم بالسيطرة المطلقة والكاملة وإلغائه واضطهاده. ونحن لن نتوافق». ودافع ترمب عن إدارته لأزمة كوفيد-19 قائلا إن إجراء المزيد من الاختبارات أدى إلى اكتشاف المزيد من الحالات. وأضاف ترمب «عند إجراء اختبارات بهذا الحجم ستجد عددا أكبر من الأشخاص وعددا أكبر من الحالات. ولذلك أطلب من معاونيَ إبطاء الاختبارات». وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترمب كان يمزح بشأن دعوته لإبطاء الاختبارات. كما أكّد الرئيس الأميركي أنّه بصحّة جيدة، نافياً الشائعات التي سرت حول صحّته قبل أسبوع أثناء مشاركته في حفل بدت عليه خلاله أمارات التعب. وقال ترمب «إذا كانت هناك مشكلة سأبلغكم بها». وكانت علامات استفهام عديدة طرحت حول صحة ترمب في عيد ميلاده الرابع والسبعين، وذلك بعد أن بدت عليه أمارات التعب خلال حفل تسليم شهادات عسكرية لخريجي أكاديمية وست بوينت العسكرية المرموقة قرب نيويورك. وعند مغادرته المنصة، بدا أنه يواجه صعوبة في النزول، وكانت خطواته حذرة. كما قام ترمب في نوفمبر الفائت بزيارة مجهولة الأسباب لمستشفى عسكري قرب واشنطن خارج جدول أعماله. وسرت حينها شائعات قالت إن سبب الزيارة آلام في الصدر قد تكون مؤشّراً على مشاكل في القلب. لكنّ البيت الأبيض عزا يومها تقديم موعد الفحص السنوي الروتيني الى اكتظاظ جدول أعمال 2020، وأكد طبيب ترمب أنه لم يتم «تشخيصه أو معالجته من مشاكل طارئة أو حادّة». وبرزت شكوك أخرى عند زيارة الرئيس نهاية مايو مقبرة أرلينغتون العسكرية التي تضم رفات جنود قتلوا في الميدان، حيث بدا أنه يواجه صعوبات في الوقوف بدون حركة. وخصّص ترمب جانباً من خطابه للردّ على هذه التساؤلات بشأن صحّته، متهكّماً على منتقديه ومهاجماً «وسائل الإعلام المضلّلة». وبرّر ترمب أمارات التعب التي ظهرت عليه بالقول إنّه يومها سار مسافة طويلة لتفقّد مباني الأكاديمية العسكرية ثم ألقى خطاباً مطولاً ثم ألقى التحية «600 مرة» تحت شمس حارقة أصيب «من جرائها بحروق جلدية».