تتعجب من عدد من قائدي المركبات، أثناء قيادة مركباتهم وهم يتجهون يمنة ويسرة، بل الوقوف المفاجئ أو الاتجاه مع المخرج، بدون التنبه لوجود سيارات أخرى، ما إن تتجاوزه إلا وتعرف سبب ما سبق؟ إنه يستخدم الجوال برسالة أو تصوير سناب أو مكالمة، وإذا كان ممن يستخدمون أيديهم أثناء الكلام، فستجد الهاتف بين أذنه وكتفه، لتكون إحدى يديه لمسك المقود "الدركسيون" والأخرى لشرح ما يقول في المكالمة. وأنا ألتمس أن يعذرني القارئ الكريم بتسمية ذلك بسكرة الجوال؛ فإضافة لما سبق ذكره من تخبط في قيادة المركبة، فإنه قد يغضب من أي منبه من المركبات الأخرى، ويعكر مزاجه، بل إنه قد يؤشر بيده محيّيًا من ينظر إليه؛ ظنًا منه أنهم من المعجبين. وقد قال أحد الأصدقاء: إن قائد المركبة عند التوقف المفاجئ وسط الطريق أثناء قيادة المركبة، فإنه يخرج القلم ليكتب ما يمليه عليه الطرف الآخر من المكالمة، أو أنه ذكر له أمرًا لم يصدقه، ليكون الطريق مثل صالة بيتهم، والنتيجة تيتُّم وترمُّل ووفيّات وإعاقات وإشغال للكوادر الصحية، ورصد ميزانيات للعلاج والأطراف الصناعية والكراسي المتحركة لمستخدم الهاتف أثناء القيادة أو للآخرين. نسأل الله السلامة للجميع.