شاهدنا وشاهد العالم ما قامت به بلادنا المباركة من إجراءات احترازية وخطوات استباقية لمواجهة جائحة كورونا والتي جعلت السعودية في المرتبة (17) عالمياً في ترتيب أكثر دول العالم أماناً من فيروس كوفيد19 متفوقة على الولاياتالمتحدة الأميركية، ومعظم الدول الأوروبية وفقاً لتقرير نشرته (forbes) الأميركية ويعتمد هذا التقرير على (130) مؤشراً كميّاً ونوعياّ وأكثر من (11400) نقطة بيانات، في عدة فئات مثل كفاءة الحجر الصحي والمراقبة والكشف والاستعداد الصحي والكفاءة الحكومية، قامت به مجموعة من الشركات والمنظمات غير الربحية المملوكة لشركة: (Deep Knowledge Ventures ) وما كانت هذه المرتبة تكون إلا بتوفيق من الله تعالى ثم حسن التعامل مع هذه الجائحة من القيادة سددها الله (بإدارة الأزمة)، وهي مفهوم عند أهل الإدارة يفسر بأنه: منهجية إدارية سريعة تقوم به القيادة لمواجهة حالة طارئة في المنظمة، والتعامل معها بأسلوب أمثل بناءً على الافتراضات المبنية على المعلومات الدقيقة. والمختص في الإدارة يرى أن الدولة -حفظها الله- تعاملت مع الأزمة (جائحة كورونا) بأسلوب علمي متقن لإدارة الأزمة، وموافقة تطبيق نماذج علميّة فيها من مختصين في الإدارة، والتي قد طبق مجملها مثل: نموذج (Pearson and Mitroff) المقسم إلى خمسة مراحل: مرحلة اكتشاف الإنذارات المبكرة والتي قامت بها الدولة بمتابعة المستجدات العالمية وما توصي به منظمة الصحة العالمية التي جعلت المملكة نموذجاً في الاستعداد والوقاية، وهي مرحلة من مراحل هذا النموذج، ثم مرحلة احتواء الأضرار والحد منها بفرض الاحترازات، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية ومن آخرها (البروتوكولات الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا كوفيد-19) التي فرضت بعد العودة بشعار (نعود بحذر) ثم تأتي مرحلة استعادة النشاط التي سنراها قريباً بإذن الله، ثم مرحلة التعلم التي بلا شك أنها إضافة لفريق المتابعة خبرة في مواجهة مثل الجائحة.. والنموذج الثاني نموذج (Steve Albrecht) المقسم إلى أربع مراحل: مرحلة قبل الأزمة، مرحلة تفاقم الأزمة، مرحلة إدارة الأزمة، مرحلة ما بعد الأزمة والذي يهمنا في هذا النموذج مرحلة إدارة الأزمة: وفيه الاعتراف بالأزمة، وتخصيص موارد معينة وفريق بعينة للتعامل مع الأزمة، وحشد الجهود والمساعدات المساندة، ووضع خطة طارئة للتغلب على الأزمة بشكل جذري وسريع، كل هذا المراحل قد تم تطبيقها ولله الحمد.. وهمسة في أذن المختصين المتعاملين مع إدارة الأزمة الحالية أدعوهم لإعداد نموذج خاص يحتذى به في أزمات أخرى في المستقبل -لا قدر الله- وتستفيد منه دول أخرى، والدولة بقيادتها -حفظها الله- وجهاتها الأمنية وكوادرها الوطنية وطواقمها الطبية، قد سطرت أروع الأمثلة في التعامل مع هذه الأزمة بكل احترافية وتسخير ميزانيات ضخمة لدعم (إدارة الأزمة) في مواجهة هذه الجائحة وسخرت جميع هذ الكوادر لخدمة المواطن والمقيم على حد سواء بل وحتى مخالفي نظام الإقامة والعمل، وقدمت خدمات يقصرُ المقال عن تعدادها، والتي هي مجال فخر واعتزاز لنا جميعاً.